-->

مجدى داود
mdaoud_88@hotmail.com
إن لفلسطين حق علينا ولأهلنا هناك حق علينا , وللأقصى حق علينا , وعلينا أن نؤتى كل ذى حق حقه , وحقهم علينا أن نمدهم بالمال والسلاح بل ونكون لهم فى الميدان مناصرين يدنا فى يدهم نقاتل عدوا واحدا لا يفرق بيننا أنهم فلسطينيون ونحن سوريون أو مصريون أو أردنيون أو.... لأننا كلنا مسلمون ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) [ الأنبياء آية 92 ] وكلنا مأمورون بأن نكون يدا واحدة .
لكن اذا كان البعض قد استكثر على نفسه أن يكون عونا لإخوته وأن يكون سندا لهم بل وراح يؤلب عليهم العدو ويدعوه إلى القضاء عليهم وراح ينشر سمومه الخبيثة ويقتل فيهم روح الإباء والمقاومة ويعمل على إلحاق الهزيمة النفسية بهم من أجل إحباطهم وتثبيط همتهم وراح يفرق الناس من حولهم وينشر الأكاذيب وينسبها إليهم فهنا لابد لنا من وقفة مراجعة ومحاسبة وقفة نضع فيها النقاط على الحروف .
اذا اختار البعض منا ألا يكون سندا لأهلنا فى غزة بل ولأهلنا المظلومين فى كل مكان فليس من حقه أن يكون عونا عليهم , ليس من حقه أن يسلط سيفه على رقابهم , ليس من حقه أن يوجد المبررات للعدو فى إجرامه وإرهابه , ليس من حقه أن يكون ذراعا طولى للعدو فى تحقيق أهدافه والوصول الى أطماعه , ليس من حقه أن ينشر الأكاذيب حول المقاومة وفصائلها وأهدافها , ليس من حقه أن يدعو الناس إلى التخلى عن المقاومة وعن الشعوب المقهورة , ليس من حقه ان ينشر السم فى العسل , ليس من حقه ان يتكلم بلسان الشعوب المظلومة المهضوم حقها ,
كنا بالأمس نطالبهم بان يكون لهم دور إيجابى فى دعم المقاومة , كنا نطالبهم بالتبرع بالمال وبدعم القضية ماديا ومعنويا وبنشر الحقائق عن إرهاب العدو وإجرامه والتأكيد على عدالة قضيتنا قضية فلسطين , ولكننا اليوم نطلب شيئا آخر , أقل من هذا بكثير لأننا لو نطالبهم بهذا فسنكون مثل الذى ينحت فى الماء , فاليوم نطلب منهم أن يكفوا شرورهم عنا , نطلب منهم أن يكونوا كبنى هاشم وبنى المطلب عندما رفضوا أن يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم مع ذلك لم يخلعوا رداء الخلق القويم ولم يخلعوا رداء المروءة مروءة الرجال فكانوا يمنعونه مما يمنعون منه أبناءهم ونساءهم , حتى انه عندما قرر مشركو قريش محاصرة النبى وأصحابه فى شعب أبى طالب دخلوا معه الشعب راضين غير مكرهين , ومرت ثلاثة أعوام كاملة قضاها بنو عبد مناف ( بنو هاشم وبنو المطلب ) فى الشعب ورغم الجوع والعطش والمرض لم نعلم ولم تذكر كتب التاريخ أن أحدا منهم قال ( مالى ومحمد ) لم نعلم أن أحدا منهم قال ( ليذهب محمد إلى الجحيم أريد أن أعيش أنا وأولادى ) , كلا لم يقل أحد منهم هذا بل كانوا على قدر المسؤولية عرفوا أنه من المروءة والشهامة أن يقفوا بجانب المظلوم حتى ولو لم يكونوا يؤمنوا بما يقول .
بل نريد منهم أن يكونوا كهؤلاء الذين رفضوا أن يأكلوا ويشربوا بينما كان أبناء عمومتهم من بنى هاشم وبنى المطلب محاصرين فى الشعب و منهم هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤى و زهير بن أبي أمية المخزومى و المطعم بن عدى و أبي البخترى بن هشام فهؤلاء جميعا كانوا على الشرك وكانوا لا يؤمنون بالله العظيم ولا برسوله الكريم ولكن كانت عندهم أخلاق , كانت عندهم مروءة الرجال وشهامتهم فوالله إن موقفهم حينئذ خير من موقفكم اليوم .
بل نريد منكم أن تكونوا كهؤلاء الذين أتوا ألينا من بلاد بعيدة لا تربطنا بهم رابطة ديننا غير دينهم لغتنا غير لغتهم ولكنهم رأوا ما يجرى هناك من الظلم فرفضت ضمائرهم أن تموت وتحركت وسارت فى البحار فى سفن صغيرة تحركها الأمواج من اجل كسر الحصار عن غزة .
فيا قومنا إن عجزتم أن تكونوا رجالا فكونوا أنصاف رجال ولكن لا تكونوا مثل البهائم لا خلق لها فلا مروءة ولا كرامة ولا شهامة ولا تكونوا كالنعام تضع رأسها فى الرمال لتهرب من الواقع , يا قومنا إن لم تنصروا غزة وأهلها اليوم فلا تحاربوهم ولا تعينوا عليهم عدوا , وإن عجزتم وتكاسلتم عن إرسال الطعام والدواء إليهم فلا تمنعوا عنهم طعاما ولا دواء أرسله غيركم .
يا قومنا إننا لا نطالبكم بما هو صعب أو مستحيل بل نقول لكم ساعدوهم أو دعوهم , قاتلوا معهم بمالكم ولسانكم وعلمكم أو دعوهم يقاتلون , ساعدوهم أو كفوا شروركم عنهم .

مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم : فكر المقاومة

إرسال تعليق