-->

المرتزقة وبثّ السمُوم .. رغم محرقةِِ غزة

مجدى داود
رغم كل ما حدث في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين من إرهاب وإجرام وقتل وتدمير ، لا تزال الفئة التي حملت على عاتقها مسؤولية محاربة المقاومة والمقاومين وتشويه صورتهم وتأليب الناس عليهم وقلب الحقائق وتزييف الوقائع خدمة لأسيادهم وأولياء نعمتهم هناك في تل أبيب .
قرأت بعض المقالات في بعض الصحف والمواقع الالكترونية فوجدت هذا الطابور الخامس قد انتفض وأعلن حالة الاستنفار من أجل بث السموم , ونشر أفكاره العفنة القذرة التي عفا عليها الزمن , خرج هؤلاء ليقولوا للناس أن حركة حماس هي السبب فيما يجرى الآن في قطاع غزة وأنها هي التي منعت تجديد التهدئة وكل ذلك لأنها تريد البقاء في السلطة ولأنها تسير وفق رغبات دمشق وطهران , خرج ليجد المبررات لهذا الإجرام الصهيوني وليهزأ بالمقاومة والمقاومين بل وبالشهداء وليصف أنشطة المقاومة بأنها سفاهات .
كأن إسرائيل تريد سببا لإجرامها فهل كان سبب ارتكبه الفلسطينيون عندما جاء الصهاينة إلى أرضهم واغتصبوها بالقوة وقتلوا ما قتلوا في مجازر لا ينكرها شخص واحد في الكون , كأن إسرائيل التي ارتكبت مجازر صبرا وشاتيلا مجزرة الحرم الإبراهيمي ومجزرة قانا الأولى والثانية كذلك تريد مبررا للقتل والتدمير .
لقد توقعنا أنه في هذه اللحظة التي قتل فيها أكثر من ثلاثمائة فلسطيني في يوم واحد أن هؤلاء سيكون عندهم شيءٌ من حياءٍ ومروءة يمنعهم من الإجهاز على الضحية , ولكن هؤلاء لا يمكن أن تجد عندهم خلق قويم .
هؤلاء الذين يدَّعون التقدم والمدنية والعلم يسيرون في عكس الاتجاه ، فرغم أن كل المؤشرات والدلائل تقول أن الصهاينة لا يجدي معهم سوى القوة وأنهم لا يعرفون طريقا غير طريق الحرب ، وأنهم مخادعون منافقون كذابون وهذه طبيعتهم التي نعرفها في تاريخهم منذ نبي الله موسى - عليه السلام - رغم كل هذا لا زالوا يتحدثون عن التهدئة والسلام والتسوية والمعايشة .
إن المقاومة هي حق مشروع لكل الشعوب المحتلة بكافة الوسائل والأساليب التي تراها تلك الشعوب مناسبة , وشعب فلسطين كذلك له الحق الأصيل في أن يقوم بأي عمل مقاوم يخدم مصلحته ويحقق أهدافه التي تتلخص في إنهاء الاحتلال وعودته إلى أرضه .
إن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة هي التي تحدد تكتيكاتها حسب ظروفها وأوضاعها وحسب استعداداتها وتسلحها وحسب احتياجات شعبها , فتارة تصعد وتارة تهدأ وتارة تقبل هدنة وتارة تفجر الأوضاع وتقلب الأمور , فالأصل هو المقاومة بدون مبررات والتهدئة أو الهدنة القصيرة هي الاستثناء في ذلك , لذا ليس من المعقول ان يطالب احد حركات المقاومة والشعب الفلسطيني بجعل التهدئة هي الأصل والمقاومة هي الاستثناء الغير مقبول والمرفوض والذي يجب أن تكون له مبررات .
لقد شن هؤلاء المرتزقة والمارينز الجدد حملة كبيرة شنيعة على حركة المقاومة الإسلامية حماس باعتبارها المسيطرة على قطاع غزة والمتحكمة فيه وأثاروا اتهامات قديمة جديدة بأنها تفعل كل هذا من اجل السلطة , هذه الحملة التي تهدف إلى النيل من الحركة ذاتها ومن قياداتها ورصيدها الشعبي وتهدف كذلك إلى إيهام الناس أن الصراع ليس بين المسلمين والصهاينة ولا حتى بين الفلسطينيين والصهاينة بل يريدون أن يقولوا إن هذه الحرب هي بين حماس الراغبة في السلطة _ التي يعتبرونها أداة إيرانية سورية _ والكيان الصهيوني , لذا فليس لنا في الأمر ناقة ولا جمل .
لكن كل ما يفعلونه الآن لن يجنوا ثماره - إن شاء الله - لأن هذه المحرقة الكبرى التي ارتكبها الصهاينة ستكون نتائجها - بإذن الله تعالى - على غير ما يشتهون وسيصابون بصدمة عنيفة حينما يرون حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية تضرب عمق الكيان الصهيوني بالعمليات الاستشهادية ، ولو قدر الله وأقدمت إسرائيل على اجتياح القطاع بريا فسوف يرون الجنود الصهاينة جثثا على الأرض وقد يكون هناك شاليط جديد لفك أسر ألاف الأسرى الفلسطينيين فى سجون الكيان الغاصب .
سوف يصابون بصدمة قوية حينما يرون أن جهدهم قد ذهب أدراج الرياح والتفَّ الشعب الفلسطيني كله حول راية المقاومة وحول حركة المقاومة الإسلامية حماس وحكومتها التي عملت على حماية المقاومة وكذلك ازداد صلابة وإصرارا وتمسكاً بمنهاج المقاومة والجهاد ولفظ مشروع الخيانة المسمى زورا مشروع الاعتدال والتسوية .
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم : فكر المقاومة

إرسال تعليق