-->
نصارى اليوم غيرُ نصارى الأمس في جرأتهم على الهجوم على الإسلام، وفي جرأتهم السافرة على تحدِّي واستفزاز مشاعر ملايين المسلمين، خاصةً في أرض الكنانة مصر - حفظها الله تعالى من كل سوء - فهم اليومَ يسعَوْن على قدمٍ وساق إلى تنصير الآلاف من المسلمين، مستغلِّين في ذلك الفقرَ والجهل في كثيرٍ من المناطق والبلاد الإسلامية، وإلا فتشكيكهم في دينهم من خلال إثارة العديد من الشبهات التي أثيرتْ من قبلُ وتم الردُّ عليها، ومن خلال إثارة شبهات جديدة، ولكن بعض شباب المسلمين المخلصين قد حملوا على عاتقهم مسؤوليةَ الدفاع والانتصار لدين الله - عز وجل – وأقول: "الشباب"؛ لأنهم في مجملهم كذلك، فليس منهم أحد من دارسي مقارنة الأديان، وليس منهم علماء مشهورون إلا قلة.
 






لكن النصارى دخلوا اليومَ مرحلةً جديدة، فبعد أن كانوا فقط يهاجمون الإسلام والرسولَ الكريم - صلى الله عليه وسلم - ويقوم الشبابُ المخلص بالردِّ بالحجة والبيان، والدليل والبرهان، فصاروا اليوم يتحدَّثون في أمور الفقه والعقيدة التي يتجنب بعض طلبة العلم الحديثَ عنها؛ مخافة الوقوع في الخطأ.









عندما حصل المزوِّر سيد القمني - فقد كشف النقاب عن تزويره شهادة الدكتوراه - على جائزة الدولة؛ تقديرًا له على كتابه الذي يهاجم فيه الإسلام والنبيَّ العظيم - صلى الله عليه وسلم - وقد كان من قبل قد كفَّره بعض علماء المسلمين، وأكَّدوا ذلك ثانية عندما حصل على الجائزة، خرج القمص مرقص عزيز يدافع عن سيد القمني ويصف من يكفِّره بأن مكانه الطبيعي هو سلة القمامة، فعلى أي أساسٍ يدافع مرقص عزيز عن القمني؟! أعن حُجة لديه ودليل وبرهان أنه لم يخالف أصولَ اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ لذا فلا يجوز تكفيره؟! هل مرقص عزيز أدرى بعقيدة المسلمين من علمائهم العظام؟! ألاَ يُعَدُّ هذا الأمر أمرًا خاصًّا بالمسلمين دون غيرهم؟! أم لأن سيد القمني قد ردد متعمدًا نفس الكلام الذي يقوله النصارى عن الإسلام والنبي الكريم - صلى الله عليه وسلم؟!









بالطبع ليس للنصارى أن يتدخلوا في مثل هذه الأمور التي لا تهمهم، ولا تخصهم في شيء، وإلا لكان لنا نحن المسلمين أن نقول: إن البابا شنودة كافر بعقيدة النصارى؛ لأن جورج حبيب بباوي يكفره، أو نقول: إن متى المسكين من الهراطقة، بالنسبة لنا لا يعنينا ماذا يقولون هم عن بعضهم البعض، ولا تلك الاتهامات المتداولة بينهم.









ولكن الأمر يختلف عن هذا، فالنصارى يريدون من وراء الوقوف مع كل من يشذ وينحرف عن الإسلام ويهاجمه، أن يقولوا: هؤلاء مسلمون يقولون عن الإسلام مثلما نقول، تمامًا كما يفعل زكريا بطرس حينما يستضيف بعض المنحرفين فكريًّا على قناة الحياة القبطية؛ ليهاجموا الإسلام، ثم يصف هؤلاء الشواذَّ فكريًّا بأنهم علماء المسلمين، ويصف تلك المهزلةَ والمسرحية السخيفة بأنه حوار بين الإسلام والنصرانية، هم يريدون إذًا شيئًا خطيرًا، وهو الهجوم على الإسلام، مستخدمين هؤلاء المنحرفين والشاذين عن النهج الإسلامي القويم.



إن وقوف النصارى خلف سيد القمني، ومحاولتهم الدفاع عنه بكل شكل وسبيل، إنما ينبع من كونه حصل على جائزة الدولة عن كتابٍ يهاجم الإسلام ويسبُّ الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وكتابُه هذا منشور معروف لدى كثير من العلماء، خاصة في المؤسسة الدينية الرسمية، وأعني بذلك الأزهر، الذي يعتبر أكبر وأقدم مؤسسة إسلامية في العالم كله، وهذه هي النقطة التي يريدون لفْت الأنظار إليها.









عندما يقف الأزهر وشيوخه وعلماؤه ساكتين صامتين عن ذلك الرجل وكتابِه المهين للإسلام الحنيف وللرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - فهذا يعطي النصارى مبررًا وحجة قوية للقول بأن ما جاء في كتاب سيد القمني ليس خطأ؛ بل هو الصحيح، والدليل أن الأزهر لم ينتقد الكتاب، ولم يردَّ عليه.









وهذه نقطةٌ من الخطورة بمكان، فالنصارى يريدون استغلالَ المواقف المخزية لبعض علماء الإسلام في الهجوم على الإسلام ذاته، خصوصًا إذا تزامن هذا مع محاولةٍ مشبوهة لتعظيم بعض رجال الأزهر، وخصوصًا شيخ الأزهر، وجعْلهم فوق النقد، وجعل مجرد توجيه النقد إليهم بمثابة هجوم على الإسلام ذاته، هذه المحاولة التي يقودها بعض العلمانيين ممن لا يرضَون عن الإسلام، ويساعدهم بعض شيوخ الأزهر، وعلى رأسهم خالد الجندي، الذي أسس فضائية باسم (أزهري)، قال عنها: إنه لن يسمح بالفتوى بها إلا لعلماء الأزهر.









فتعظيم علماء الأزهر، ومحاولة جعل الإسلام حكرًا على الأزهر وحده، فلا يحق لغير خريجي الأزهر الصعود على المنبر، ولا يحق لغير علماء الأزهر الفُتيا، في ظل خضوع الأزهر، وصمتِ الأزهر، وموقفِه السلبي من كثير من قضايا الأمة، وفي ظل صمته وسكونه الرهيب حيالَ المؤامرة التنصيرية الخطيرة التي تستهدف إعادة مصر إلى ما قبل الفتح الإسلامي - هو بمثابة إعطاء الكثير من الحجج للنصارى للطعن في الإسلام وفي ثوابته، وللطعن في رسول الله - صلى الله عليه وسلم.









إن علينا أن ننتبه لهذه المحاولات الخبيثة، فعلى العلماء - سواء الأزهريون وغيرهم - أن يكونوا على قدر المسؤولية، فلا يتركوا فرصة للنصارى للطعن في الإسلام، وعلى علماء الأزهر، خصوصًا أن يعوا المؤامرة الخطيرة التي تُحاك في الظلام، وعليهم أن يعلموا أن معركتهم الحقيقية ليست مع الإسلاميين؛ بل المعركة مع من يريد استغلال مكانة الأزهر للطعن في الإسلام.







والله من وراء القصد، وهو حسبي ونعم الوكيل.





موقع الألوكه

مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق