-->
  
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6400&Itemid=1275


02/02/2010
Image
كلمة إلى أعداء المقاومة الذين كانوا يرددون أن قادة المقاومة فى الخارج يعيشون فى القصور الفارهة, قد باعوا القضية – كأنما هم متمسكون بها – وغرتهم الحياة ونسوا شعبهم, فجاءت هذه العملية لتؤكد أن قادة وكوادر المقاومة فى الخارج مثلهم مثل من يعيش داخل الأرض المحتلة يحملون هم الدين والوطن وأنهم مطاردون مثل بقية أبناء شعبهم .. هذه العملية لن تضعف المقاومة بل ستكون وقودا جديدا ..
 
-------------------------
 
فى غفلة من الناس, وفى عملية قذرة جبانة طالت يد الغدر والخيانة الصهيونية رجل من الطراز الفريد, رجل عاش ليقاوم ومات وهو يقاوم, رجل عاش عيشة السعداء ومات ميتة الشهداء – نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله خالقه -.
 
فى دبى كانت عناصر جهاز مخابرات العدو (الموساد) تنتظر اللحظة التى تنقض فيها على ذلك البطل الذى كان عضوا فى أول خلية لكتائب الشهيد عز الدين القسام وأحد أبرز مؤسسى الكتائب, فصار على رأس قائمة المطلوبين للإحتلال الصهيونى, فعاش مطاردا خارج بلده ما يزيد على العشرين عاما لم يترجل فيها عن جواده ولم يلق فيها بندقيته بل حملها من مكان إلى مكان, ومن بلد إلى بلد, فى ثبات الرجال ورسوخ الجبال وشجاعة الأسود.
 
إن فى اغتيال الشهيد - يإذن الله - محمود المبحوح أمور يجب التوقف عندها والتدقيق فيها والتركيز عليها علنا نستفيد منها أو نخرج منها بنتيجة مهمة أو فائدة عظيمة ومن هذه الأمور :
 
1.   أن العدو الصهيونى لم يتوقف قط عن ممارسة عمليات الإغتيال القذرة التى استطاع من خلالها القضاء على عدد لا بأس به من قيادات المقاومة المؤثرة, وإن بدا أنه توقف عنها لبعض الوقت, فما ذلك إلا كونه يستعد لعملية كبيرة أو لاغتيال رجل ذو مكانة عظيمة هذا بالإضافة إلى الحسابات الداخلية للعدو ذاته, لذا فعلى قيادات وكوادر المقاومة أن يأخذوا حذرهم ولا يغرنهم أن هناك معاهدات وهدنة مع العدو فهم أدرى الناس بطبيعة العدو التى تجرى الخيانة والغدر فى عروقه مجرى الدم.
 
2.   إن قيام العدو بارتكاب الجريمة خارج الأراضى الفلسطينية يعنى أن العدو لا يعترف ولن يعترف بإقليمية المعركة, بل يرى أن المعركة معركة دولية لا حدود لها, وبالتالى هو يقتل المقاومين والقادة فى أى مكان سواء داخل أو خارج الأرض المحتلة ولا يبالى بالأعراف ولا بالمواثيق الدولية ولا يبالى بالحدود بين الدول كذلك, وبالتالى على قادة وكوادر المقاومة أن يأخذوا حذرهم فى أى مكان كانوا.
 
3.   إن الإمارات تصنف على أنها من البلاد ذات التوجه الليبرالى, وقد كان هناك حضور صهيونى فى مدينة دبى قبل عدة أسابيع, أى أن هناك علاقات وتطبيع بين الإمارات والكيان الصهيونى, وهذا يدل على أن الكيان الصهيونى لا يلقى بالا لحلفائه أو من يرتبط معهم بمصالح, ولا يحترم أية عهود ولا مواثيق دولية, وليت دولنا تتعامل مع هذا العدو من هذا المنطلق ولا تحاول تجميل صورته.
 
4.   طبقا لما قاله بعض قادة حماس السياسيين والعسكريين, وما قاله بعض أقارب الشهيد المبحوح فإن الرجل كان ذو حس أمنى عال جدا, فكان يتخذ لنفسه من التدابير الأمنية الشخصية ما يراها كافية لحمايته, ومنها أنه كان لا ينزل فى الفندق الواحد مرتين, وكان يقوم بعمليات تمويه فى أسفاره وأحيانا كان يسافر بأسماء وهمية كما كان سفره إلى دبى المرة الأخيرة, وكان لا يتناول طعاما من الفنادق التى ينزل بها وإنما يأكل من بعض المطاعم التى يختارها بنفسه وبشكل عشوائى, والكثير من هذه الإجراءات, فأن يقتل بعد وصوله دبى بيوم واحد رغم كل هذه الإجراءات فإن هذا يعنى أن دبى صارت مستباحة لأجهزة المخابرات الصهيونية بدرجة كبيرة جدا تسمح باغتيال رجل فى مكانة وذكاء المبحوح, ومع أننا لا ندرى لماذا كان المبحوح فى دبى ولن ندرى ولن تعلن حماس عن الحقيقة مهما كانت الظروف, فلا يمكن لنا أن نطالب قيادات المقاومة بعدم السفر إلى هذه البلاد حفاظا على حياتهم, ولكننا نهيب بالإخوة فى حماس وباقى فصائل المقاومة بأن يأخذوا حذرهم عند وجودهم فى الخارج.
 
5.   من المهم أيضا أن نشير إلى أن اغتيال الشهيد المبحوح بعيد يوم واحد من وصوله, يدل على أنه – رحمه الله تعالى – كان مرصودا ومراقبا قبل مغادرته سوريا, وهذا يدل على أن هذه العملية كانت عملية فى غاية التعقيد وهناك أطراف عدة يجب أن تتكاتف للوصول إلى هؤلاء الأفراد الذين قاموا بهذه الجريمة, أما الجهة المسؤولة عن ذلك فلا يشك عاقل فى أنها جهاز الموساد الصهيونى.
 
6.   كما أننا نلقى بقليل من اللوم على حركة حماس لقصيرها فى تأمين حياة أحد قادتها المطلوبين مع أننا ندرك حساسية الموقف كونه مسؤولا عسكريا بالدرجة الأولى.
 
7.   يجب على الدولة التى انتهكت سيادتها وارتكبت على أرضها جريمة سياسية وجنائية أن يكون لها موقف قوى وحازم من الجهة التى نفذت تلك الجريمة القذرة, ولا يجب التوقف عند كلمات الشجب والإستنكار لأن الكل يعلم أنه لا طائل من ورائها.
 
8.   العدو الصهيونى ومن خلال هذه العملية يؤكد أن سياسته فى الفترة المقبلة هى سياسة التصعيد, وقد يريد أن تقوم حركة المقاومة الإسلامية حماس بالرد على عملية الإغتيال فيتخذ منها حجة لشن هجوم جديد, لكن هذا لا يمنع أن تقوم حماس بالرد على العملية بالطريقة التى تراها أصلح وفق قراءتها للوضع الراهن.
 
وفى النهاية كلمة بسيطة إلى أعداء المقاومة الذين كانوا يرددون أن قادة المقاومة فى الخارج يعيشون فى القصور الفارهة, قد باعوا القضية – كأنما هم متمسكون بها – وغرتهم الحياة ونسوا شعبهم, فجاءت هذه العملية لتؤكد أن قادة وكوادر المقاومة فى الخارج مثلهم مثل من يعيش داخل الأرض المحتلة يحملون هم الدين والوطن وأنهم مطاردون مثل بقية أبناء شعبهم, وأقول لهم أيضا إن هذه العملية لن تضعف المقاومة إن شاء الله بل ستكون وقودا جديدا يثبت الرجال ويشعل فى نفوسهم حب الجهاد والتضحية فما عهدنا عن إخواننا فى فلسطين إلا كل خير.
 
* كاتب إسلامي مصري.
 
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
 




--
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ايتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق