-->

إلغاء النصوص القرآنية من المناهج الدراسية‎

مجدي داود

المصدر/ المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير

http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=3735

كشفت صحيفة المصريون الإلكترونية فى عددها الصادر يوم الأحد الموافق الرابع عشر من فبراير النقاب عما أسمته تدشين الكنيسة المصرية حملة توقيعات ضخمة بين النصارى لحذف النصوص القرآنية من المناهج الدراسية المصرية فيما يعد استجابة لتوصيات مؤتمر الهيئة القبطية الهولندية ومنظمات أقباط المهجر التي طالبت بإبعاد النصوص الإسلامية من القرآن والسنة والشعر والتاريخ من مناهج التعليم المصرية، خاصة مناهج اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، وكراسات الخط العربي.

بداية يجب علينا أن نوضح أن النصارى (المسيحيين) يمثلون أقلية بالشعب المصرى حيث أنه وفقا لإحصائية قبلها الفاتيكان فإن عدد الأقباط فى مصر يمثلون حوالى 4% من سكان مصر أى أقل من ستة ملايين نسمة من أصل ما يزيد عن الثمانين مليون نسمة هم إجمالى عدد المصريين خلافا لما يردده النصارى من أن نبتهم تفوق 10% أو 15% أو حتى ما تردده وسائل إعلام نجيب ساويرس من أن النصارى يشكلون 20% من المصريين وكأننا فى مزاد علنى وكأنهم يريدون إثبات الكذبة بكثرة الحديث عنها تكرارها أمام الناس.

هذه الأقلية من المصريين يتم تدريس مادة التربية المسيحية لأبنائهم فى المدارس المصرية التى بها طلاب نصارى وهى تقابل مادة التربية الإسلامية التى تدرس للطلاب للمسلمين فى المدارس, وهذا يعنى أنه لا يوجد ضرر إطلاقا على الطلاب النصارى من مادة التربية الإسلامية وما تحويه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة لأنه فى حصة التربية الدينية يتم فصل كل من الطرفين عن بعضهما فلا يتأثر أحدهما بالآخر وهذا هو الحال فى المدارس الحكومية.

وإذا كان الأمر كذلك فإن هناك اختلاف جذرى بين محتوى كتب التربية الدينية الإسلامية ونظيرتها المسيحية, فعلى الرغم من أن مواد التربية الإسلامية تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم ويتم مراجعتها وتخفيفها بشكل دورى فإن نظيرتها المسيحية لا يقوم أحد بالتدخل فيما تحويه, وبالرغم من أن كتب التربية الإسلامية صارت أشبه بكتب الثقافة العامة حيث تحتوى على مواضيع يعرفها عامة الناس, فمثلا يتم فى المرحلة الإعدادية تدريس بعض الدروس العامة مثل (الإسلام والنبات , الإسلام والماء ... وأمثالها), كما تتحدث عن حسن الخلق وحسن معاملة الآخرين بالإضافة إلى عرض مختصر جدا مخل بالمضمون لسيرة بعض الصحابة الكرام, فإن كتب التربية المسيحية تتحدث عن الديانة المسيحية بعيدا عن المعلومات العامة التى يعرفها كثير من الناس.

هذا عن كتب التربية الإسلامية التى تدرس للطلبة فى مراحل التعليم المختلفة والتى لا يخرج الشاب المسلم منها بشئ على الإطلاق إلا بتلك المعلومات العامة التى كان يستطيع معرفتها من خلال مطالعة بعض الكتب العامة فى مكتبة المدرسة.

أما عن تلك النصوص القرآنية فى كتب اللغة العربية وكراسة الخط العربى فإن هذه النصوص لا تتحدث عن أصل من أصول الدين ولا تتحدث عن النصرانية لا من قريب ولا من بعيد لأنه إذا كان حال كتب التربية الإسلامية التى تدرس للطلاب المسلمين فقط كما ذكرنا سابقا فمن باب أولى أن تكون النصوص الموجودة بكتب اللغة العربية وكراسات الخط أبعد ما يكون عن الحديث عن العقائد النصرانية أو حتى الإسلامية بل هى تتحدث عن حسن الخلق وطاعة الله ومعجزات الخالق فتجد مثلا قوله تعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران 133], والآية حتى لا يوجد بها إشارة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا كل النصوص فى الكتب الدراسية فى المراحل التعليمية.

هذا بالإضافة إلى أنه فى السنوات الأخيرة وجد فى هذه المناهج أقوال منسوبة للسيد المسيح عليه السلام فهل ياترى هذه النصوص أيضا سيشملها طلب الحذف أم لا ؟!

إنه إذا افترضنا جدلا أن للنصارى الحق فى المطالبة بحذف النصوص التى تخالف عقيدتهم فإنه وفقا لما تحتويه هذه المناهج فليس هناك شئ يتعرض لعقائد النصارى لا من قريب ولا من بعيد وليس فيها ما يقلق النصارى ويعتبرونها حديثا عن صحة الإسلام وخطأ النصرانية.

لكن هل يحق للنصارى فعلا المطالبة بحذف أى نص من النصوص القرآنية حتى لو كان هذا النص يتحدث عن لاهوت المسيح ويثبت بالأدلة العقلية والمنطقية أن المسيح ليس إلا عبد لله لا يملك من أمر نفسه شئ؟!

إننى لا أعرف أقلية فى العالم كله يصل بها الغرور إلى حد إلغاء نصوص دين الأغلبية من المناهج الدراسية, ولا أعرف مبررا معقولا ومقبولا ولا منطقا سليما يقول بهذا الخبل والجنون, ولكن الذى أعرفه والذى يسير عليه العالم كله أن للأغلبية الحق المطلق فى تضمين مناهجها كل ما تريد من نصوص دينها, أمريكا تدرس النصوص المسيحية وكذلك كل دول الغرب, وإسرائيل تدرس النصوص التوراتية والتلمودية ولم نسمع ان أحدا من الأقليات الإسلامية فى دول الغرب التى تشكل نسبة أكبر من نسبة النصارى فى مصر تطالب بإلغاء النصوص المسيحية من المناهج الدراسية.

إذا كان الأمر كذلك فلماذا يخرج علينا النصارى بهذا المطلب الغريب؟!

إن النصارى قد اغتروا بسكوت الدولة عما يفعلونه, فبالأمس كانوا يبيعون المجموعة من الكتب التنصيرية والتى تهاجم الإسلام بعيدا عن أسلوب وآداب وقواعد البحث العلمى بقليل جدا من المال والدولة لم تفعل أى شئ حيالهم, وقبل ذلك هاجموا النقاب وجاراهم فى ذلك للأسف بعض المنسوبين إلى أهل العلم, وقبل ذلك طالبوا بإلغاء المادة الثانية من الدستور وقاموا ببث العديد من القنوات الفضائية النصرانية ولا أحد يتحرك, فإنهم لما وجدوا أن مطالبهم إما أنها تنفذ أو على الأقل لا يجدون رد فعل قوى حيالها تجرأوا على المطالبة بحذف نصوص القرآن الكريم من المناهج الدراسية.

يجب على النصارى أن يعلموا أن للصبر حدود وأن الدولة مهما هادنتهم وأرخت لهم الحبل ليفعلوا ما يشؤون فأنها أيضا لا تريد حدوث رد فعل قوى من المسلمين فى هذه البلد, وليعلموا أيضا أن المسلمين لن يسمحوا بأن يحقق النصارى أهدافهم, وعلى النصارى أن يتوقفوا عن هذه المطالب الصبيانية التى تثير الفتنة الطائفية.

 



--
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ايتغينا العزة فى غيره أذلنا الله



--
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ايتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم : تنصير

إرسال تعليق