-->

غموض حول هوية منفذى عملية إيلات

غموض حول هوية منفذى عملية إيلات

الخبر: استطاعت مجموعة من الأشخاص التسلل إلى مدينة إيلات الفلسطينية المحتلة وتنفيذ عملية قتل فيها ثمانية صهاينة بينهم بعض أفراد القوات الخاصة الصهيونية, ووقعت العملية فى وضح النهار واستمر الإشتباك بين القوات الصهيونية ومنفذى العملية عدة ساعات إلى أن تم قتل سبعة من منفذى العملية بينما فر الباقون.

التعليق:

بقلم: مجدي داود

لا يزال الغموض هو سيد الموقف بالنسبة لجنسية وهوية منفذى عملية إيلات التى وقعت الخميس قبل الماضى فى مدينة إيلات الفلسطينية المحتلة, فلم تعلن أية جهة حتى اليوم مسؤوليتها عن تلك العملية وكذلك لم يفصح الكيان الصهيونى عن هوية وجنسيات منفذى تلك العملية.

فقد رد الكيان الصهيونى سريعا على تلك العملية باغتيال كمال النيرب "أبو عوض" الأمين العام للجان المقاومة الشعبية وقائد جناحهاالعسكرى "عماد حماد" وأربعة مجاهدين آخرين, وقال رئيس الوزراء الصهيونى عقب اغتيال النيرب "إن من أمر بتنفيذ عملية إيلات ليس حيا الآن" وحمل حركة المقاومة الإسلامية حماس المسؤولية عن العملية حيث أنها تسيطر على قطاع غزة وتحكمه منذ عملية الحسم العسكرى التى قامت بها حماس فى يونيو 2007, فى الوقت الذى أعلنت فيه لجان المقاومة الشعبية عدم مسؤوليتها عن تنفيذ تلك العملية.

الكيان الصهيونى وبعد أكثر من عشرة أيام لم يعلن عن هوية منفذى العملية وهو ما يثير الشك فى كون فصائل فلسطينية هى التى قامت بالعملية, لأن عملية كهذه يرى محللون أنها من حيث التخطيط والتنفيذ وعدد المشاركين لا تتناسب مع لجان المقاومة الشعبية وإذا كانت من تنفيذ فلسطينى فغالبا ستكون حركة حماس وراءها فى الوقت الذى أعلنت فيه الحركة أنها غير مسؤولة عنها مؤكدة أنه طالما هناك احتلال فهناك مقاومة.

ومما يدفع إلى استبعاد كون حركة حماس هى المسؤولة عن تنفيذ العملية أن الحركة انتهجت منذ انطلاقتها ألا تصطدم بأى دولة عربية خاصة دول الجوار مصر والأردن, وهذه العملية حسبما أعلن الكيان الصهيونى قد انطلق منفذوها من شبه جزيرة سيناء وفروا إليها بعد تنفيذها, وفى هذا الوقت حيث تحاول حماس تحسين العلاقة بينها وبين المجلس العسكرى الحاكم فى مصر فإنها لم تكن لتجازف بأمر كهذا سيكون له عواقب وخيمة على العلاقة بينها وبين مصر فى الفترة المقبلة.

هذا فيما يرى البعض أن هذه العملية من تنفيذ سوريا وحزب الله اللبنانى فى محاولة منهما لصرف الأنظار عما يحدث من مجازر بحق ثوار سوريا, وكذلك أيضا لإغراق مصر فى مشاكل مع الكيان الصهيونى بحيث لا تتحرك باتجاه الضغط على النظام السورى خاصة بعدما بدأت الدول العربية تتخذ مواقف أكثر حدة وشدة تجاه النظام السورى.

وكان التليفزيون المصرى قد ذكر قبل تلك العملية بيومين أن حزب الله قد يقوم ببعض العمليات فى سيناء أو انطلاقا منها من أجل إغراق مصر فى دوامة من المشاكل الداخلية وكذلك مع الكيان الصهيونى, ويؤيد هذا التوجه بعض المحللين الذين يؤكدون أن عدد القتلى الصهاينة أكبر مما أعلن وأنهم جميعهم من الوحدات الخاصة الصهيونية مستدلين على ذلك ببعض تقارير الصحف الصهيونية وكذلك إصرار الكيان الصهيونى على عدم نشر صورة الحافلة الصهيونية الثانية التى تعرضت للهجوم.

فى حين يرى البعض أن تلك العملية ربما يقف وراءها جهاز الموساد الصهيونى, ولمح إلى ذلك أيضا الدكتور محمود الزهار القيادى بحركة حماس معلقا على عدم قيام الكيان الصهيونى بالإعلان عن هوية المنفذين بعد أسبوع كامل, ويرى هؤلاء أن هذه العملية هى محاولة لجس النبض المصرى واستكشاف رد الفعل الرسمى على اغتيال عدد من الجنود المصريين على الحدود بين مصر والأراضى الفلسطينية المحتلة وذلك بعد نجاح الثورة المصرية فى الإطاحة بحسنى مبارك الحليف الإستراتيجى للكيان الصهيونى, ومن أجل عرقلة التحرك الفلسطينى نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة فى أيلول - سبتمبر المقبل لنيل عضوية الهيئة الدولية, وكذلك لكى يكون لديها غطاء لتنفيذ بعض عمليات الإغتيال لقادة ونشطاء المقاومة فى قطاع غزة.

وكانت صحيفة الأهرام المصرية قد نقلت عن مصادر فلسطينية أن مصر ضغطت على الكيان الصهيونى كى لا يقوم باغتيال رئيس الوزراء الفلسطينى والقيادى البارز بحركة حماس إسماعيل هنية عقب عملية إيلات فى الوقت الذى كثفت فيه من اتصالاتها مع حركة الجهاد الإسلامى لتثبيت عملية التهدئة فى قطاع غزة بعد اغتيال النيرب إلا أن الكيان الصهيونى نفى على لسان الوزير جدعون ساعار تلك التقارير.

ستبقى التحليلات والتكهنات مستمرة حول هوية منفذى تلك العملية وأهدافهم حتى يعلن الكيان الصهيونى عنها أو تقوم الجهة المنفذة بالإعلان عن نفسها.

مفكرة الإسلام http://islammemo.cc/Al-Mesbar/2011/08/29/132937.html

 



--
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق