-->

لماذا انسحب منصور حسن من السباق الرئاسي؟!

لماذا انسحب منصور حسن من السباق الرئاسي؟!

بقلم/ مجدي داود

Mdaoud_88@hotmail.com


مفكرة الإسلام: أثار إعلان منصور حسن الرئيس السابق للمجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري الحاكم في مصر لمعاونته، ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، جدلا كبيرا حول كونه المرشح التوافقي الذي يبحث عنه الإخوان المسلمين، خاصة أن ترشيحه جاء بعد أسابيع من تواتر الأخبار حول سعي الجماعة لدفع منصور حسن للترشح حتى ينال تأييدها، وذلك حينما كانت الجماعة تؤكد أنها لن تختار شخصية محسوبة على أي تيار إسلامي، وأنها تبحث عن شخصية توافقية تتفق عليها القوى السياسية المصرية.

اهتم الكثيرون بترشح منصور حسن واعتباره المرشح التوافقي، وكانت المبررات على ذلك، أنه شخصية غير محسوبة على تيار سياسي معين، وكان متعاطفا مع جماعة الإخوان المسلمين في عصر الرئيس السادات وبداية عصر مبارك حينما كان يشغل مناصب وزير الإعلام والثقافة ووزير رئاسة الجمهورية في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، كما أنه أيضا يحظى بقبول لدى المجلس العسكري الذي اختاره ضمن 30 شخصية في المجلس الاستشاري الذي وصفه الكثيرون بأنه "المحلل" للمجلس العسكري.

تسبب الضغط الداخلي في جمعة الإخوان المسلمين إلى التراجع عن دعم رئيس ليست له خلفية إسلامية، حيث رفض قطاع عريض من الجماعة أن تقوم بدعم شخص لا يتبنى المشروع الإسلامي في مقابل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الكبير السابق بالجماعة، أو الشيخ حازم أبو إسماعيل الذي كان عضوا بالجماعة والذي طرح هو الآخر مشروعا إسلاميا متميزا، وقد أعلنت قيادات الجماعة راحة أنها لن تدعم منصور حسن، وبالتالي تضاءلت فرص فوز حسن في الانتخابات، حيث أنه لا يلقى شعبية كبيرة ولا تأييد في الشارع المصري لعدم قيامه بأي دور سياسي منذ خروجه من الوزارة، وبالتالي لم يبق له إلا دعم المجلس العسكري.

في الأيام الأخيرة بدأ التوتر بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري يطفو على الساحة السياسية، والذي بدأ بتواتر أنباء حول احتمال دفع الإخوان المسلمين بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة للترشح في الانتخابات الرئاسية، وقيام مجلس الشورى بمناقشة الأمر واحتمال إعادة مناقشته، وذلك بعد أيام من إعلان الجماعة نيتها سحب الثقة من حكومة الجنزوري وهو الأمر الذي قوبل باستهزاء من الحكومة، وأشيع أيضا خبر عن تهديد المجلس العسكري للإخوان بحل البرلمان إذا ناقشوا سحب الحومة.

ردا على ذلك أعلن اللواء عمر سليمان نيته الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وأعلن حصوله على 70 ألف توكيل من المواطنين، بما يفوق ضعف العدد المطلوب كأحد شروط الترشح للانتخابات، وعمر سليمان وهو الشخص المقرب من المجلس العسكري، والذي يدور حوله الحديث حول وقوفه وراء كل ما يحدث في البلاد منذ سقوط نظام مبارك وأنه هو الذي يضع سياسات المجلس العسكري، الذي يريد الحصول على امتيازات كبيرة بالدستور المصري الجديد، وأن يكون الرئيس القادم ذو شخصية ضعيفة إذا كان مدنيا أو رئيس عسكري، بحيث يبقى المجلس العسكري يدير الدولة من وراء الكواليس، حيث يكون دولة فوق الدولة، وهو ما لن يتحقق في حال نجاح المرشحين الأبرز على الساحة حتى الآن، وهم الشيخ حازم أبو إسماعيل المدعوم من قطاع عريض من التيار السلفي وبعض شباب الإخوان المسلمين، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المدعوم من قطاع كبير من شباب الإخوان وبعض القوى الشبابية، والسيد عمرو موسى الذي يحظى بشعبية لدى كبار السن ممن يشيدون به منذ أن كان وزيرا للخارجية.

اصطدم الإخوان المسلمون بالمجلس العسكري، وأصدروا بالأمس بيانا اتهموا فيه المجلس العسكري بالتمسك بالفاشلين الذين يريدون تخريب البلاد ونشر الفوضى، وأعربوا عن خشيتهم من تزوير الانتخابات الرئاسية صراحة، كما أقر حزب الحرية والعدالة صراحة بإمكانية الدفع بخيرت الشاطر للانتخابات التي حذر أيضا من تزويرها، ترافق ذلك مع حملة إعلامية شرسة على جماعة الإخوان، وصلت إلى حد مطالبة بعض الرموز العلمانية المجلس العسكري صراحة بالانقلاب على جماعة الإخوان المسلمين، وذلك في بيان يقدمه ممدوح حمزة إلى الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس العسكري.

هذا الصدام الظاهر بين المجلس العسكري والإخوان وعدم اتفاقهم على رئيس توافقي، يدفع كل منهما لاختيار مرشحه بعيدا عن الآخر، فالإخوان قد يدفعون خيرت الشاطر أو أحد القيادات الأخرى، في حين استقر رأي المجلس العسكري على تأييد عمر سليمان، وهو الشخص الذي يلقى قبولا لدى فلول النظام السابق، الذين لا يزالون يسيطرون على مفاصل الدولة، كما أن إصرار المجلس العسكري على التمسك بالمادة 28 من الإعلان الدستوري الذي تمنع الطعن على قرارات اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، وهو ما يثير الكثير من الشكوك حول نوايا تزوير هذه الانتخابات لصالح المرشح الذي يدعمه.

في ظل هذه الظروف تتضاءل بل تنعدم فرص فوز منصور حسن بالرئاسة، بعد أن رفض الإخوان تأييده، وترشح عمر سليمان الذي يعتبر المرشح الأقرب للمجلس العسكري، ولهذا لم يجد الرجل بدا من إعلان انسحابه من السباق، وذكر أسبابا واهية لذلك، حيث أكد أن هذا القرار يأتي ردا على الشائعات التي انطلقت للنيل منه، وأنه رأى عدم إمكانية تحقيق المصلحة العامة بالصورة السليمة التي كان يتمناها ويرضاها بعد إعادة تقييم الظروف العامة، مشيرا إلى أن كان يسعى إلى التوفيق بين الآراء، وتوحيد الصفوف، ولا يقبل أبداً أن يكون سببًا فى الفرقة والانقسام، وهي أمور لا ترقى أن تكون أسبابا لانسحاب رجل تقدم لخدمة بلده وتحقيق المصلحة العامة.

 



--
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق