-->
مجدى داود
لا تزال العملية الإرهابية الإجرامية، التي يشنُّها العدو الصهيوني الجبان، مستخدمًا طائراتِه بدلاً من أن يكون شجاعًا، ويُسَيِّر جيشه ودباباتِه على الأرض, هذه العملية التي أسقطت - حتى اللحظة التي تُكْتَب فيها هذه الكلمات - أكثر من ثلاثمائة شهيد، وألف جريح، منهم الأطفالُ والنساء، والشيوخُ والشباب، وقادةُ الأجهزة الأمنية، وأبناء القادة، وأقرباؤهم؛ حيث اسْتُشهد اللواء توفيق جبر مدير الشرطة بغزة، وكذلك نجل القيادي السابق بحركة حماس، الشهيد إسماعيل أبو شنب، وكذلك ابن شقيقة الشيخ إسماعيل هنية، كل هؤلاء القتلى والجرحى سقطوا في أقل من أربع وعشرين ساعة.
ومع كل هذه الآثار المدمرة للعدوان الغاشم، فقد خرج علينا اليومَ محلِّلون سياسيون صهاينة - حسب شبكة إسلام أون لاين – ليقولوا: إنهم يخشون الهزيمة في قطاع غزة، وأَكَّدوا أن إسرائيل اعتمدت على المبدأ الأمريكي: "الصدمة ثم الرهبة"، والذي يعني: استخدام قوة تَدْمِيرية كبيرة جدًّا؛ على أمل أن تترك أثرًا صاعقًا ومفزعًا لدى العدو، ولكنهم أكدوا أن رد فعل الطرف الآخر في الصراع، وهو المستهدف الرئيس من هذه الحملة، وهو حركة حماس - كان ردًّا قويًّا، ينمُّ عن إصرار وتحدٍّ واضحينِ, وقالوا: إن تحديد جيش الاحتلال وقفَ إطلاق الصواريخ هدفًا للحملة - سيؤدي إلى فشلها.
كما قالت صحيفة الجارديان البريطانية:إن هذه العملية ستؤدي إلى مزيد من الالْتِفاف الشعبي حول حركة حماس، وستكون نتائجها على عكس أهدافها.
ونحن كذلك نؤكد: أن هذه العملية لن تؤدي إلى استسلام الشعب الفلسطيني المرابط في القطاع، ولن تضعف قواه المقاومة؛ بل ستزيدها قوة، وسيعلم هؤلاء أنهم قد قامروا عندما اتخذوا قرارًا ببدء هذه العملية.ومن هنا أُوَجِّه عدة رسائل مقتضبة:
الرسالة الأولى إلى الكيان الصهيوني: فأقول له: اضربْ غزةَ، واضرب حماس بالصواريخ والدبابات، وبالأسلحة المحرمة دوليًّا، ولكنك لن تصل إلى ما تريد، ولن تحقق أهدافك؛ فهذا من المحال, في السابق قتلتَ ياسين، والرنتيسي، والشقاقي، وعياش، وأبو شنب، والمقادمة، وشحادة، وغيرهم من القادة العظام، والمؤسسين الكبار، فهل قضيتَ على المقاومة؟!كلا, افعلوا ما تريدون؛ فهذا الشعب الأعزل يعرف أنكم تخافونه؛ لذا تضربون من السماء، ولو كان عندكم شيء من شجاعة، لدخلتم بجنودكم إلى القطاع.
الرسالة الثانية إلى السلطة الفلسطينية ورئيسها:تَعْرِف - والكل يعرف -: أنكم شركاء في هذه المجزرة؛ بل لا نكون مُفْترين عليكم إذا قلنا: إنكم كنتم تسابقون الخطى، وتنتظرون تلك اللحظة بفارغ الصبر، وأنكم هددتم قبل ذلك بأنكم ستعودون إلى غزة، ولو بقوة السلاح, ولكنكم لن تعودوا؛ لأن مناظر الجثث التي كانت ملقاة على الأرض، ومناظر الأشلاء المتناثرة هنا وهناك - لن تفارق ذاكرة الشعب الفلسطيني في غزة، وسوف يذكرها دائمًا, لن ينسى الشعب لكم هذه المواقف المخزية.
الرسالة الثالثة إلى العلماء: نقول لهم: ياعلماءنا الكرام الأفاضل، لا تشاركوا في هذه المجزرة بصَمْتكم, فبالله عليكم، تَحَرَّكوا, بالله عليكم، قولوا كلمة واحدة؛ تَلْقَوْنَ بها الله - عز وجلَّ - راضيًا عنكم, بالله عليكم، كونوا كالعزِّ بن عبدالسلام, كونوا كابن تيمية, كونوا رجالاً في مثل هذه المواقف, أعيدوا للإسلام عزَّته, لا تتركوا أهل غزة وحدهم في هذه المأزق الكبير, لا تتركوهم وحدهم ينامون في الظلام, إنهم ينامون جوعى، لا طعام عندهم، ولا ماء، ولا دواء, ألم تسمعوا صراخ الأطفال؟! ألم تسمعوا عويل النساء؟! ألم تروا الأشلاء متناثرة في الشوارع؟!
الرسالة الرابعة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية:إنك - أيها الشعب الكريم في غزة - منذ أن ابْتُليت بهذا الكيان الظالم، وأنت صابر مرابط، تقف دائمًا مع المقاومة، تحتضن أبناءها، وتمسح على جراحهم, فها أنت في اختبار صعب، ولكننا نظن فيك خيرًا، فلا تتخلى عن المقاومة، ولا عن قيادتها الحكيمة؛ فها هم يشاركونك الحزن قبل الفرح؛ فأبناؤهم وإخوانهم شهداء، وأنتم كذلك، يا أهلنا في الضفة الغربية، التي تعاني الأمَرَّينِ من جنود الاحتلال، ومن تلك التي تسمى السلطة الفلسطينية.
وإلى حركة حماس فأقول: لله درُّكم من رجال! لا تستسلموا، ولا تهادنوا، واعلموا أنكم إن فرَّطتم في ذرة تراب من فلسطين، فستحملون في رقابكم دماء هؤلاء الشهداء؛ فاصبروا، وصابروا، ورابطوا، وكونوا أنصار الله.
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم : فكر المقاومة

إرسال تعليق