-->

ألسنة حداد على رقاب المجاهدين !!



بقلم / أ. مجدى داود

نرى اليوم ألسنة حداد لا هم لها ولا شأن إلا الطعن في قوى المقاومة بصفة عامة والإسلامية منها بصفة خاصة، فهؤلاء الذين يهاجمون المقاومة اليوم كثر ولكنى أقصد هنا من يدعى الانتساب للمنهج الإسلامي وينتسب للدعوة الإسلامية بل وتراه منتسبا إلى جماعة من الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة .





سنأخذ موقفهم من المقاومة في فلسطين مثالا وموقفهم من حركة حماس نموذجا، فقد كنا قبل حرب غزة نعانى منهم أشد معاناة فلا حديث لهم إلا عن أخطاء المجاهدين حتى تظن وأنت تسمعهم أنهم يبحثون عن الأخطاء ويتصيدونها حتى يستغلونها في تشويه قوى المقاومة واتخاذها أدلة على انحراف هذه القوى عن المنهج الصحيح الذي يجب أن تكون عليه .



وبعد الحرب لم يكتفوا بما فعله اليهود من جرائم وما طال هذه الحركات الإسلامية من أذى وألم واغتيال كوكبة من القادة وأبناء القادة فما من بيت من بيوت القادة إلا وكان فيه جرح ينزف وما من بيت في غزة كلها إلا وكان فيه شهيد أو جري،بعد كل هذه الأوجاع والآلام التي عشناها وعاشها أهلنا وأحبابنا في غزة، جاء هؤلاء ليقولوا هذه المقاومة لو كانت تسير وفق المنهج الصحيح لما حدث هذا، وهؤلاء قادتها خسروا الدنيا حينما خالفوا المنهج الصحيح وخسروا الآخرة فماتوا على ضلالهم .



صدق والله أحد أبناء حركة حماس حين قال : ( والله لقد فقدنا الأهل والأحباب وصبرنا، ولكن كيف نصبر على من يضع سيفه على رقبتنا فيكون للعدو عونا علينا ) فقلت له : من تقصد ؟ فقال ( هؤلاء الذين إلى الإسلام هم منتسبون والسيوف على رقابنا واضعون ) .



إن من أشد ما يلاقيه المجاهدون وما لا طاقة لهم على احتماله هو أن يجدوا إخوانهم الدعاة يسلقونهم بألسنة حداد في الوقت الذي لا نسمع لهم صوتا في انتقاد أصحاب العقائد الباطلة ولقد تتبعت أحد هؤلاء الذين يهاجمون المجاهدين ويشهرون بهم ثم ينسب نفسه إلى الدعاة وطلاب العلم فما وجدته قد قال كلمة واحدة في هؤلاء الذين يضعون يدهم بيد العدو وأقصد هنا العملاء سواء في فلسطين أو العراق أو غيرها من بلاد الإسلام المحتلة، وقد تصفحت منتداه الذي يديره على النت فو الله ما وجدت فيه نقدا لذوى العقائد الباطلة والمناهج المنحرفة ووجدته مليئا بالهجوم والطعن في المجاهدين.



بعد حرب غزة حدثني واحد من هؤلاء وهو يهاجم المجاهدين في فلسطين وينتقدهم ويهاجم حماس ويقول أنها تفعل كذا وكذا مما لا نعرف ولا حتى نسمع عنه في وسائل الإعلام التي يمتلكها حركة فتح مثلا التي تشهر بحماس في كل مناسبة بسبب وبدون سبب، فقلت له: ( ومن أين عرفت هذه المعلومات ) فقال ( من أحد المجاهدين في فلسطين ) فقلت له ( حدد من أي الفصائل هو ؟) فقال ( من كتائب أبو على مصطفى ) فقلت له ( بالله عليك تصدق الشيوعي الذي لا تعرف له اسما ولا دورا ولا تسمع عن فصيله الذي ينتمي إليه إلا مرة كل عام وتتهم من قتل أولادهم وبناتهم وزوجاتهم وإخوانهم ولا يزالون على الدرب سائرين ؟) .



إني لا أشك أن الكثير من هؤلاء مخلصين ويريدون العزة للإسلام ويريدون النصر للمسلمين ويريدون تحرير كل بلاد الإسلام، ولكن هذا لن يتحقق بهجومهم على المجاهدين، وإذا كان البعض منهم يريد إسقاط هذه القوى الموجودة الآن من أجل أن تأتى قوى أخرى أكثر ثباتا على الحق فهو واهم , لأنه لو سقطت هذه القوى لا قدر الله فلن يسمح العدو بقيام قوى غيرها أبدا .





العدو الذي ذاق الأمرين من هذه القوى التي تحارب اليوم لن يترك المجال مفتوحا لقيام غيرها بل يسعى جاهدا لإسقاط الجميع، وهو يحاول جاهدا أن يضرب بعضنا بسيوف البعض الآخر فتنهك وتضعف قوى الجميع فتكون له الفرصة سانحة لأن يتدخل هو فينهى الأمر بقليل من الجهد .



ثم ما يدريهم أن هذه القوى التي ينتظرونها والتي يعتقدون أنها ستكون أكثر ثباتا على الحق سوف تكون كما يريدون ؟ هل علموا الغيب ؟ إنه إن سلمنا أنه في حالة سقوط هذه القوى الموجودة اليوم في فلسطين والعراق وغيرها من البلاد المحتلة سوف تقوم وتنشأ قوى جديدة فسوف يكون طريقها ملئ بالأشواك سوف تواجه آلاف العقبات التي تعرقل المسيرة وربما لن تنجح في تخطيها ، حتى وإن نجحت فكم ستصمد أمام الصعاب ؟ معلوم أن للبشر طاقة , بل ربما تجد نفسها مضطرة إلى أن تسير في نفس الطريق الذي سار فيه من سبقها بل لربما تقدم تنازلات لم تقدمها هذه القوى الموجودة حاليا.



فيا إخوة الإسلام لا تضعوا سيوفكم الحادة على رقاب المجاهدين , ولا تعينوا عليهم عدوا , ولا تفرقوا الناس من حولهم , ولا تحملوهم ما لا طاقة لهم به ، يا إخوة الإسلام لا تذبحوا المجاهدين مرتين، مرة بتخاذلكم عن نصرتهم ومرة بتحريض الناس عليهم والتشهير بهم فإن ألسنتكم سيوف حداد على رقاب المجاهدين .



والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل .



* كاتب مصري.



"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"



مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم : فكر المقاومة

إرسال تعليق