-->

أحداث نيجيريا بين الغرب والعرب

مجدى داود
المصدر/ موقع الحملة العالمية لمقاومة العدوان
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6535&Itemid=1 

22/02/2010
Image
وإذا كان هذا رد فعل المجتمع الغربى فإن رد فعل المنظمات والمؤسسات الإسلامية تجاه هذه الكارثة لا يقل سلبية عن المجتمع الغربى، بل أقول إذا كان المجتمع الغربى له حسابات أخرى تتعلق بالدين الإسلامى الحنيف، وبمحاولة القضاء على القوة الإسلامية فى أى مكان ظهرت، فإنه لا مبرر على الإطلاق لذلك الصمت الغريب المريب من تلك المنظمات التى تدعى أنها تعمل لخدمة الإسلام وما أعرف أى خدمة للإسلام تريد بل إنها صارت عبئا على هذه الأمة الجريحة.
 
-------------------------
 
بعد عودة من السفر وفور تشغيل التلفاز لمتابعة أخبار أمتنا الجريحة المهرق دماء بنيها فى كل بقعة من أرض الله، شاهدت ما عرضته قناة الجزيرة من عمليات إعدام جماعية قامت بها الشرطة والجيش النيجيريان بحق مئات المسلمين العزل من السلاح الغير قادرين على الدفاع عن أنفسهم حتى بالسلاح الأبيض.
 
إنها حقاً حال مزرية أن تجد المسلمين فى كل مكان يقتلون وتهرق دماؤهم دون حسيب ولا رقيب ودون أن يكون لزعماء الأمة الإسلامية –وجلهم قد خان الأمانة- ومؤسساتها ومنظماتها أى دور يذكر فى وقف نزيف الدماء وإرجاع جزء من حقوق هذه الشعوب المقهورة.
 
فى نيجيريا رأينا على شاشات التلفاز إعدام المئات من المسلمين بعد أن تم إجبارهم على الإستلقاء على الأرض.
 
نيجيريا البالغ عدد المسلمين فيها 65 مليون شخص من أصل 120 مليون شخص هم عدد السكان، ويعنى ذلك أن المسلمين هم الأغلبية فى تلك البلاد، هذه الأغلبية والتركيبة السكانية -التى إن أحسن استغلالها فلن تكون إلا فى صالح المسلمين- لم تشفع لهؤلاء الضحايا المغدورين وتمنعهم من القتل بهذه الطريقة البشعة.
 
إن قناة الجزيرة القطرية قد بثت مجموعة من مقاطع الفيديو ومن خلال ملاحظة هذه الجرائم الموجودة بالمقاطع نصل إلى نتيجة مفادها أن ما تم بثه لا يعدو عن كونه جزءا يسيرا مما حدث للمسلمين فى تلك البلاد، لأن الطريقة التى مورست بها عمليات الإعدام الجماعى تدل على الخوف الجامح الذى أصاب المسلمين من قوات الجيش والشرطة ولا يكون ذلك إلا إذا كانت هناك عمليات سابقة أدت إلى إعطاء هؤلاء الضحايا صورة مخيفة عن تلك القوات، ويدل أيضا على تمرس هذه القوات فى القيام بهذه العمليات الإجرامية كما أن عمليات الإعدام الجماعى بهذه الصورة تدل على اللا إنسانية إطلاقا فى التعامل مع المسلمين فى نيجيريا ذات الرئيس المسلم العاجز الذى لا يملك من أمر نفسه أو بلده شئ، وإنما يحكم البلد مجموعة من المتنفذين الصليبيين.
 
إن هذه الجرائم يجب ويلزم التأكيد على أنها جرائم تطرف وتعصب دينى صليبى ضد المسلمين بالدرجة الأولى، ولا يجب أن نخدع بتلك الأكاذيب التى روجها ويروجها البعض عن كون وجود تنظيمات قتالية مثل تنظيم القاعدة وهو ما أطلق عليه طالبان نيجيريا أو بوكو حرام والتى ترجمها الإعلام الغربى ظلما وزورا إلى (التعليم حرام) والتى معناها طبقا للغة الأصلية فى نيجيريا (القيم الغربية حرام)، ولا يجب أن ننسى أنه فى العام الماضى قامت القوات النيجيرية بشن هجوم شديد على حركة بوكو حرام وقامت بقتل زعيمها وتصفية معظم أفرادها.
 
ويجب أن نلفت الإنتباه إلى وجود منظمات تنصيرية تعمل بشكل مفجع فى نيجيريا من أجل تنصير آلاف المسلمين هناك وهذه المنظمات تتلقى دعما ماديا من كنائس العالم هذه بالإضافة إلى الدعم السياسى الغربى للقيادات المسيحية المتنفذة فى مواجهة المسلمين وهو ما أدى إلى هذه الجرائم بحق المسلمين.
 
وبما أن هذه جريمة تتعلق أساسا وبشكل مبدئى بحقوق الإنسان فكان يجب أن نسمع تصريحات ونجد تقارير تتحدث عن هذه الجرائم وتسلط الضوء عليها وعلى المتسببين فيها، ولكننا حتى الآن لم نجد أيا من منظمات حقوق الإنسان الدولية أو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يتحدث عن هذه الجرائم مما يؤكد لنا أن هذه المجالس والمؤسسات الحقوقية المزعومة ليس همها الدفاع عن حقوق الإنسان فما بالنا لوكان الضحايا هم المسلمون، وهذه المؤسسات تتحرك من قناعة صليبية غربية تحاول نسب كل جريمة تحدث فى أى بلد كان إلى المسلمين، أو ترجع بالسبب فى حدوثها إليهم، أما إن كان المسلمون بريئون من هذه الجرائم ولا يمكن الرجوع بالسبب إليهم فلابد من السكوت، وهذا ما حدث فى نيجيريا فالصور والمقاطع التى تم بثها وتم الكشف عنها -والله وحده يعلم ما الذى لم يكشف عنه- لا يمكن بأى حال أن ينسب جرم إرتكابها إلى المسلمين أو يتم الرجوع بالسبب إليهم وبالتالى سكتت هذه المنظمات ولم نسمع لها صوتا حيال هذه الجرائم الفظيعة.
 
أما ما يسمى بمجلس الأمن الدولى والأولى أن يسمى مجلس الإرهاب الدولى فلم يتحرك ولم يحرك ساكنا، لأن المسلمين هم من أهرقت دماؤهم، ولو كان المسلمين هم من أهرقوا هذه الدماء وهم من قاموا بهذه الجرائم لقامت الدنيا ولم تقعد، فبداية لنسبوا الأمر برمته إلى الدين الإسلامى الحنيف ولخرج كل ناعق بما لا يفقه ليقول هذا هو إرهاب المسلمين، ثم بعد هذا لتمت الدعوة إلى اجتماع عاجل لمجلس الإرهاب الدولى لمناقشة هذه الجرائم ولربما أرسلوا ما يسمى بقوات حفظ السلام –وهى فى الأصل قوات استعمارية فى صيغة حفظ سلام- ولكن لأن المسلمون هم الضحايا فليس من المنتظر أن نرى لهذا المجلس حراكا أو نجد له حتى بيان إدانة لهذه الجرائم ولكل من قام بها.
 
وإذا كان لوكامبو المدعى العام بالمحكمة الجنائية الدولية قد أصدر قرارا بتوقيف الرئيس السودانى عمر البشير لإرتكابه جرائم حرب فى درافور –ومع عدم اقتناعنا بمسؤوليته عن ما حدث إلا أننا نفترض جدلا أنه مسؤول- فإنه فى المقابل لم يتحرك ولن يتحرك من أجل تلك الدماء التى أهرقت ومئات المسلمين الذين سلبت منهم حياتهم بكل فظاعة ولا إنسانية.
 
وكذلك الإعلام الغربى لا تجد له فى هذه الجرائم سبقا ولا تعليقا عليها، بل إنها بالنسبة له أخبار عابرة، أما إن كان المتسببون فى هذه الجرائم لتصدر الخبر كافة وسائل الإعلام الغربية ولبدأت صيحة جديدة من صيحات الهجوم على الإسلام وتعاليمه وقيمه.
 
إن كل هذا الصمت الغربى واللا مبالاة تجاه أحداث نيجيريا ليؤكد لنا أن قادة الدول الغربية راضون تماما عما قامت به تلك العصابات الصليبية من الجيش والشرطة النيجيرية، بل لربما تكشف الأيام والأسابيع المقبلة عن تورط غربى مباشر أو غير مباشر فى هذه الجرائم خاصة مع نشاط الجماعات التنصيرية المتزايد بصورة ملحوظة فى هذه البلد.
 
وإذا كان هذا رد فعل المجتمع الغربى فإن رد فعل المنظمات والمؤسسات الإسلامية تجاه هذه الكارثة لا يقل سلبية عن المجتمع الغربى، بل أقول إذا كان المجتمع الغربى له حسابات أخرى تتعلق بالدين الإسلامى الحنيف، وبمحاولة القضاء على القوة الإسلامية فى أى مكان ظهرت، فإنه لا مبرر على الإطلاق لذلك الصمت الغريب المريب من تلك المنظمات التى تدعى أنها تعمل لخدمة الإسلام وما أعرف أى خدمة للإسلام تريد بل إنها صارت عبئا على هذه الأمة الجريحة، فهى لا تدعم المجاهدين فى أى بلد كان سياسيا أو عسكريا أو حتى ماليا، ولا تهتم بأحوال المسلمين ومع ذلك فهى تتكلم بلسانهم فتقدم التنازلات وتبدل الأولويات وتثبط الهمم.
 
كما أن الإعلام الإسلامى والعربى ليس بأفضل حالا من الإعلام الغربى بل لربما كان أسوأ فى تناول الأمور من الإعلام الغربى، فإعلامنا العربى مشغول بالخلافات العربية العربية وإشعال النار بين الدول، والإعلام الإسلامى نأى بتفسه عن هموم الأمة ومشاكلها، اللهم إلا بعض الفضائيات القليلة جدا التى تنشر الحقيقة ومن أجل هذا فتجرى الآن محاولات حقيقية جادة لكتم أفواه هذه القنوات ومنع بثها.
 
بقى لنا أن نسأل أين هى الحركات الإسلامية فى نيجيريا؟! وما دورها وموقفها حيال هذه الجرائم التى ترتكب بحق المسلمين وحيال الجماعات التنصيرية التى تجوب شرق البلاد وغربها؟! ولماذا بقيت ساكتة لا تحرك ساكنا مع أن الأمر جد خطير؟! هذا ما سنحاول الكشف عنه فى مقال لاحق قريب إن شاء الله تعالى.
 
* كاتب مصري إسلامي.
 
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
 


--
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ايتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق