-->

في ذكرى النكبة الكيان الصهيوني إلى زوال

في ذكرى النكبة الكيان الصهيوني إلى زوال
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6935&Itemid=1



كتب أ. مجدى داود*   
17/05/2010
Image
إن جيل مؤسسي دولة الكيان الصهيوني الغاصب قد رحل كله, وكذلك تلامذة الجيل لم يبق منهم إلا القليل, أما من يحكمون الكيان الصهيوني اليوم فهم شخصيات ضعيفة لا تلقى إجماعاً من قبل كافة أطياف الكيان الصهيوني, وتعانى كل الأحزاب الصهيونية من كثير من الأزمات, وكذلك الحكومات الصهيونية تعانى ضعفا في تشكيلاتها, وهذا يؤثر على قدرة هذه الحكومات على اتخاذ القرار.
 
-------------------------
 
اثنان وستون عاما مروا على النكبة الفلسطينية والعربية والإسلامية وإنشاء الكيان الصهيوني اللقيط على أرض فلسطين العربية الإسلامية التي كانت ولا زالت ولسوف تبقى وقف إسلامي لا يمكن لأي أحد من المسلمين التفريط فيه أو المساومة عليه كائنا من كان ومهما كانت السلطات الممنوحة له.
 
ففي هذه الذكرى المحزنة التي تثير الشجون والأحزان نود أن نؤكد لأمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها أن الكيان الصهيوني وبعد أن أكمل اثنين وستين عاما من عمره في زوال, والأحداث والوقائع التي نشهدها اليوم تؤكد لنا هذا الأمر, ونستطيع أن نوجز أهم وأبرز هذه الأمور باختصار في النقاط التالية:-
 
1. اختلال ميزان الرعب في المنطقة لصالح المقاومة: لقد عمل اليهود منذ احتلالهم أرض فلسطين على نشر الشائعات الكاذبة عن أنهم شعب الله المختار وأنهم قوة لا تقهر, وأن أي جيش سيحاربهم سيلقى هزيمة ساحقة ماحقة,...... إلى غير هذا من الشائعات الكثيرة التي سمعناها سابقا ولا زلنا للأسف نسمعها حتى الآن, تلك الشائعات كانت كافية لأن ترهب جيوشا وأنظمة وشعوبا, خاصة أن كثير ممن كانوا يدعون الثقافة في عقدي الستينات والسبعينات كانوا يرددون تلك الشائعات, وكان لأحداث الهزيمة الساحقة لثلاث دول عربية في حرب الأيام الستة عام 1967م أثر سيئ على الشعوب الإسلامية بصفة عامة, وكانت مجازر الاحتلال بحق المدنيين العزل في فلسطين ولبنان تعطى أيضا انطباعا سيئا لدى الناس عن قدرة المسلمين على هزيمة اليهود, لكن اليوم تغيرت الظروف والأحوال وخرجت من بين المحن حركات المقاومة الإسلامية وأهمها حركتي حماس والجهاد, فعملت على تغيير ميزان الرعب واستطاعت بفضل الله تعالى أن تجذب الشعب الفلسطيني وكذلك الشعوب الإسلامية كلها إلى الالتفاف حولهم وحول نهجهم المقاوم المنطلق من وجهة النظر الإسلامية, فكانت المقاومة التي بثت الرعب في قلوب اليهود حتى أصبح الجنود الصهاينة يفرون من الخدمة العسكرية, وحتى رأينا اليهود يدخلون الملاجئ, ورأيناهم هم الذين يسعون إلى عقد الهدنة مع الشعب الفلسطيني ويلتزمون بها رغم أنفهم, وفى المقابل صمود والتفاف فلسطيني حول المقاومة ورجالاتها.
 
2. تعاظم القوة العسكرية لحركات المقاومة الفلسطينية: مما لا يستطيع أحد أن ينكره أن حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين استطاعت بفضل الله تعالى في العقدين الأخيرين أن تطور من أسلحتها, وظهر ذلك جليا في الخمس سنوات الأخيرة, حيث تتحدث التقارير عن أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة استطاعت تهريب كميات كبيرة من الأسلحة من بينها أسلحة نوعية, وقد رأينا أنه في أثناء حرب غزة ظهر مع رجال المقاومة مجموعة مختلفة من الأسلحة النوعية التي أذهلت قوات العدو الصهيوني وأربكت حساباته, هذا بخلاف الصواريخ الفلسطينية متوسطة المدى التي ظهرت خلال الحرب الأخيرة, وبعد انتهاء الحرب ورغم شدة الحصار فإن التقارير الصهيونية نفسها تتحدث عن نجاح حركة حماس في إدخال نوعيات جديدة من الصواريخ تتميز بالقدرة التدميرية العالية, وصواريخ أخرى مضادة للدبابات حتى ذكر أنه من المتوقع أن يصبح المجال الجوى لغزة محظورا على إسرائيل في الفترة القليلة المقبلة, كل هذه الاستعدادات والتجهيزات التي قامت بها حركات المقاومة بصفة عامة وحركة حماس بصفة خاصة ستحدث في الفترة المقبلة اختلالاً في موازين القوى رغم أن قوى المقاومة مهما تعاظمت ستظل بالنسبة لقوة الكيان الصهيوني شيئا لا يذكر, لكن الكيان الصهيوني يعتمد بصفة أساسية على سلاح الجو وفى حالة نجاح المقاومة في جعل هذا السلاح عاجزا عن توجيه ضربات قاسية لها يعد بحق اختلالا في ميزان القوى لصالح المقاومة.
 
3. الثبات رغم الحصار: لا يخفى على أحد أن الحصار الصهيوني لقطاع غزة قد أكمل أربعة سنوات وبضع شهور, ولا يخفى على أحد أيضا أن الشعب الفلسطيني خاض معركة شرسة من الصمود في وجه هذا الحصار الغاشم وثبت الشعب الفلسطيني والتف حول قياداته في حركات المقاومة الفلسطينية التي رفضت أن تخضع لمطالب الكيان الصهيوني, ورغم أن الحصار قد بلغ حدا لا يحتمل إلا أننا لم نر إلا مزيدا من الصبر والثبات, ورغم العدوان الأخير على غزة في العام الماضي والدمار الهائل الذي أحدثه ذلك العدوان, إلا أننا وجدنا الشعب ملتفا حول المقاومة متمسكا بحقه في استرداد أرضه وطرد الغاصبين منها, وبعد بناء الجدار العازل بين مصر وقطاع غزة والذي أريد به خنق أهل غزة لحملهم على الثورة على حماس وحكمها إلا أن ذلك لم يحدث بل لقد نجح حفارو الأنفاق فى اختراق هذا الجدار بحسب وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6/5/2010م, رغم أن هذا الجدار صمم بطريقة تجعل من اختراقه شيئا صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا.
 
4. ترهل القيادة الصهيونية وضعفها: إن جيل مؤسسي دولة الكيان الصهيوني الغاصب قد رحل كله, وكذلك تلامذة الجيل لم يبق منهم إلا القليل, أما من يحكمون الكيان الصهيوني اليوم فهم شخصيات ضعيفة لا تلقى إجماعا من قبل كافة أطياف الكيان الصهيوني, وتعانى كل الأحزاب الصهيونية من كثير من الأزمات, وكذلك الحكومات الصهيونية تعانى ضعفا في تشكيلاتها, وهذا يؤثر على قدرة هذه الحكومات على اتخاذ القرار, وكثيرا ما يتبرأ كل طرف في الحكومة من مسؤولية القرار إذا كانت نتيجته سيئة, ولعل هزيمة الكيان الصهيوني في حرب لبنان 2006م وما ترتب عليها من أحداث وخلافات داخل حكومة الكيان الصهيوني وقيادة الجيش, ثم بعد ذلك هزيمة الكيان الصهيوني وفشله في تحقيق أهدافه في حرب غزة الأخيرة, ثم فشل حكومة الكيان الصهيوني في تحرير الجندي الصهيوني الأسير لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس رغم مرور أربعة أعوام على أسره, وفشلها في إتمام صفقة تبادل الأسرى بالشروط التي وضعتها حكومة الاحتلال, بل ونستطيع أن نقول أيضا رضوخ الكيان الصهيوني لشروط حركة حماس في عملية تبادل الأسرى التي ستتم إن شاء الله إن عاجلا أو آجلا, وكذلك فضيحة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي, وفشل الخارجية الإسرائيلية في تبرير بعض أفعال الكيان الصهيوني للحكومات الغربية, وأمور أخرى كثيرة نستطيع من خلالها أن نقول أن الكيان الصهيوني يعانى ضعفا في قياداته وأحزابه وقادة جيشه وأجهزة مخابراته.
 
من خلال هذه النقاط نستطيع أن نقول بكل ثقة في الله ويقين بالنصر أن الكيان الصهيوني وبعد أن جاوز الستين من عمره يعيش اليوم فترة التحول من العظمة والقوة إلى الانتكاسة والضعف ثم بعد ذلك يكون الزوال على أيدي المجاهدين في سبيل الله.
 
* كاتب إسلامي مصري.
 
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
 


--
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ايتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق