-->

حزب الله ينتصر مرة ثانية وأهل السنة نيام

حزب الله ينتصر مرة ثانية وأهل السنة نيام

 

مجدى داود

 

المصدر/ شبكة قاوم

http://ar.qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=7790&Itemid=1

 

فى مايو 2008 نزل حزب الله إلى الشارع اللبنانى بمؤيديه ومناصريه وأسلحته فارضا كلمته ورأيه وموقفه بعد قيام حكومة فؤاد السنيورة بالكشف عن شبكة هاتف تابعة لحزب الله قال الحزب حينها أن الشبكة تستخدمها المقاومة فى اتصالاتها السرية، فرض حزب الله موقفه على الجميع بقوة السلاح وفى قطر تمت تسوية الخلاف بشكل مرحلى مؤقت (تسكين الخلاف إلى حين) وتم تشكيل حكومة وفاق استمرت حوالى عامين ونصف.

 

قبل عامين ونصف نجح حزب الله فى فرض إرادته على السنة فى لبنان وقد لاقى ذلك استهجانا واستنكارا من قبل كل المتابعين للشأن اللبنانى، لكن بعد عامين ونصف أو أكثر بقليل نجح حزب الله فى السيطرة على القرار اللبنانى وفرض إرادته على كل لبنان لكن هذه المرة دون النزول إلى الشارع ودون القيام بأى أعمال تخريبية ودون استفزاز أي من طوائف الشعب اللبنانى بالإعتداء على الممتلكات، بل لقد حصل على كل ما يريد دون أن يعطي الفرصة لأحد بأن يدينه أو يتهمه باستخدام العنف وفرض الرأى بالقوة.

 

فى عملية يسمونها بالديمقراطية تم اسقاط حكومة سعد الدين رفيق الحريرى زعيم تيار المستقبل الذى هو للأسف الشديد ممثل أهل السنة فى لبنان، وتم تكليف نجيب ميقاتى بتشكيل الحكومة الجديدة وقد اختير الرجل بالأغلبية فى مجلس النواب اللبنانى.

 

لقد استطاع حزب الله أن يوصل رسالة واضحة إلى أهل السنة فى لبنان وغير لبنان أن تيار المستقبل بقيادة سعد الحريرى ليس إلا مجرد دمية فى يد الأمريكان، وفى الحقيقة فإن سعد الحريرى بنفسه شارك فى رسم هذه الصورة عنه، بل هو الذى رسم هذه الصورة وترك لحزب الله أن يقوم بالترويج لها على أوسع نطاق عبر آلته الإعلامية الجبارة التى استمدت شعبيتها من خلال متابعتها لأحداث العدوان الصهيونى على لبنان فى عام 2006 ومتابعتها لأي عدوان صهيوني على الأراضى الفلسطينية فى حين أن المشاهد إذا انتقل من قناة المنار التابعة لحزب الله إلى فضائية المستقبل التابعة لسعد الحريرى فإنه يجد الراقصات العاهرات على الشاشة، فتلك هي الصورة العالقة في أذهان الناس عن حزب الله وتيار المستقبل.

 

استطاع حزب الله أن يوصل للناس رسالة واضحة مفادها أنه صاحب مشروع المقاومة فى لبنان، وأنه حامي حمى لبنان وحارسها من أن تسقط فى يد اليهود الصهاينة، واستطاع حزب الله أن يستغل العلاقة الوطيدة بين تيار المستقبل وحلفائه السابقين والحاليين بالعلاقة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ليؤكد للناس أن هؤلاء خونة لبلادهم ولا يهمهم سوى مصالحهم، فحزب الله استطاع أن يهزم تيار المستقبل مرتين مرة بالقوة من خلال النزول للشارع ومرة أخرى من خلال نشر الصورة السيئة لهذا التيار وعلاقاته مع الأمريكان.

 

لكن ثمة هزيمة أخرى مني بها تيار المستقبل، بل كل أهل السنة في لبنان الذين ارتضوا أن يكون تيار المستقبل هو ممثلهم والمتحدث باسمهم، لكن الهزيمة هذه المرة نالها تيار المستقبل على أيدى حلفائه وعلى رأسهم وليد جنبلاط، ذلك الرجل المتقلب المزاج المتلون بألف لون، الذى ينظر أين مصلحته الشخصية ويسير خلفها ضاربا بعرض الحائض أية مبادئ أو التزامات أو أخلاق، وهذا ليس غريبا عن الرجل بل معهودا عنه ولقد حذر الكثيرين من تصرفات هذا الرجل وأنه سرعان ما سينقلب على سعد الحريري إذا تبين له أن مصلحته مع الفريق الآخر.

 

بالأمس القريب كان وليد جنبلاط هو متزعم فريق 14 أذار، وكان هو المتحدث الأكثر ظهورا، كان شديد الهجوم على سوريا وحزب الله، كان لا يترك مناسبة إلا وينال منهم بأى شكل من الأشكال بسبب أو بدون سبب وكان يتهمهم دوما بقتل رفيق الحريرى، لكنه لما رأى حزب الله قد استطاع فرض موقفه على الجميع بعد نزوله إلى الشارع، ولما رأى حلفاءه الأمريكان قد تخلوا عنه ولم يستطع جندي أمريكي واحد أن يقترب من الحدود اللبنانية سواء البرية أو البحرية وتركت أمريكا حلفائها فى لبنان تحت رحمة حزب الله ومؤيديه، بدأ الرجل يفكر بطريقته المعهودة وينظر إلى مصالحه أين هى ليسير خلفها.

 

وها نحن اليوم بعد عامين ونصف نرى وليد جنبلاط يعلن صراحة وقوفه بجانب المقاومة، المقاومة التى كان يعتبرها بالأمس إرهابا واستفزازا وخطرا على أمن لبنان وأداة إيرانية سورية ومخططا للسيطرة على لبنان، المقاومة التى كان يتهمها بالأمس بقتل رفيق الحريرى، كل هذه الكلمات والشعارات التى كان يرددها والخطب التى كان يلقيها عن تحالفه مع تيار المستقبل حتى كأن السامع يظن أن زواجا كاثوليكيا تم بين حزب جنبلاط وتيار المستقبل، كل هذا كأن لم يكن، فالرجل خرج منذ عام واعترف بأنه كان مخطئا فى حساباته وهو يقوم بإعادة تحالفاته من جديد.

 

لقد أدرك حزب الله طبيعة هذا الرجل بل طبيعة كل خصومه السياسيين فى لبنان، وقد لعب على هذا الوتر، فمن كان منهم يبحث عن مصالحه الشخصية مثل وليد جنبلاط فقد عمد الحزب إلى استمالته شيئا فشيئا، حتى صار فى النهاية مؤيدا للحزب فى كل شئ غير معترض عليه.

 

لقد استطاع حزب الله أن يحقق نصرا كبيرا هذه المرة، فقد سيطر على الحكومة اللبنانية، وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه برى هو أحد أهم حلفاء حزب الله، أما الجيش اللبنانى فهو يعرف جيدا أنه لا يمكنه أن يدخل فى صراع مع حزب الله لأن قوة حزب الله تفوق الجيش اللبنانى بعشرات المرات، واستطاع الحزب أيضا أن يستميل إليه الكثير من شباب السنة فى لبنان بعدما نجح فى إقناعهم بعدم أحقية الحريرى أن يكون ممثلا لهم بسبب علاقته بأعداء لبنان من الأمريكان وغيرهم.

 

أين هم أهل السنة فى لبنان؟!

 

أين هم أهل السنة في لبنان كيف ارتضوا لأنفسهم أن يقوم تيار المستقبل العلمانى باحتكار تمثيلهم والحديث باسمهم وبجواره الجماعة الإسلامية، أين هم سلفيو لبنان؟!

 

ما الذى يمنعهم من ممارسة السياسة؟!

 

هل يفصلون الدين عن الدولة؟!

 

أم أن هناك مانعا يمنعهم من ذلك؟!

 

أم أنهم يؤمنون بقول القائل (من الكياسة ترك السياسة)؟!

 

أيتركون الساحة فارغة لحزب الله يفعل ما يشاء بتحالفاته مع إيران وسوريا ويتركون سعد الحريرى يفعل ما يشاء بتحالفاته مع أمريكا وأوروبا وهم ساكتون ساكنون وحينما ينفجر الوضع يخرجون يولولون؟!

 

إنهم هم من وضعوا أنفسهم فى هذا الوضع المحرج، فلا هم يقدرون على الدفاع عن تيار المستقبل المعروف بعلاقاته الخارجية ولا هم يستطيعون الوقوف فى وجه حزب الله، وهذا من سوء التصرف وتقدير الأمور والنظر تحت الأقدام إن لم يكونوا ينظرون للخلف، إن لكل فعل رد فعل، وهؤلاء لم يقوموا بالدور المطلوب منهم للحفاظ على مكانتهم فى لبنان، لم يقوموا بالدور المطلوب للحفاظ على لبنان كدولة بعيدا عن التحالفات والتجاذبات الخارجية سواء كانت الإيرانية السورية أو الأمريكية الأوروبية، وحقيقة لا أعرف سببا لهذه السلبية المقيتة إلا عدم الفهم للإسلام وللواقع على الإطلاق.

 

إذا أراد أهل السنة فى لبنان أن يستعيدوا مكانتهم ويحافظوا على لبنان من أن يسقط فى يد إيران وسورية فعليهم أولا أن يستعيدوا الثقة فى أنفسهم، وليكن لهم قرارهم المستقل ومشروعهم الواضح البين، مشروع التحرير والنهضة والتقدم، مشروعا مستقلا تمام الإستقلال عن مشروع تيار المستقبل المشبوه، عليهم أن يعملوا على تحسين تلك الصورة التى رسموها لأنفسهم وقام حزب الله بترويجها على نطاق واسع محليا وعربيا وعالميا، عليهم أن يقطعوا كل تحالفاتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية فهى لا تنصر أحد ولا تفكر إلا حسب مصالحها، ولن تقوم الولايات المتحدة بإنزال جندى أمريكى واحد للدفاع عن أهل السنة هناك، بل إن الولايات المتحدة لن تتوانى للحظة فى مد حزب الله بالسلاح الذى يريده فى حال تم التوافق بينهما.

 

كاتب إسلامي مصري.

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"

 

 



--
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق