-->

هل سيسمح الغرب لمصر بالنهوض؟!


مجدى داود


المصدر/ موقع قاوم 

http://ar.qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=7828&Itemid=1471



في حدث تاريخى عظيم، وفى فترة وجيزة من الزمن استطاع شعب مصر الأبي أن ينفض عنه غبار الذل والهوان، وأن يثور على الظلم والطغيان، وأن يصنع بنفسه نصراً عظيماً على كل الطغاة الظالمين، الذين نهبوا ثروات هذا البلد واستعبدوا أبناءه وظنوا أنه يمكنهم أن يتوارثوا هذه البلاد جيلا بعد جيل، وأنه يمكن أن تصير مصر وشعبها لعبة بيدهم يفعلون بها ما يشاؤون دون حسيب ولا رقيب، لقد ظنوا أن هذا الشعب رضي بالذل والهوان ولن يفيق من غفلته، ولن يحرك ساكنا، مهما فعل به!
 
هكذا ظنوا ولكن الله عز وجل خيب ظنهم، وأخرج جيلاً جديداً يرفض كل هذا الظلم، لكنه كان ينتظر الفرصة السانحة لكي يثور على هذا الاستعباد، ولما جاءت هذه الفرصة لم يضيعوها، ولم يفوتوها بل تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، مدركين أن الفرص لا تتكرر إلا نادراً، وأنهم إن لم يأخذوا الأمور اليوم بيدهم فلربما يموتون قبل أن تأتي فرصة مشابهة، لهذا انتفضت جموع الشعب المصرى المدرك لما وصلت إليه أحوال البلاد غير عابئين بهؤلاء المخذلين المرجفين المثبطين الذين أثبتوا أنهم مجرد عملاء للأنظمة الحاكمة يحركونهم كيفما شاؤوا سواء كانوا مدركين لذلك متعمدين، أو أنهم يفعلون ذلك بجهل مركب ظانين أنهم على صواب.
 
وإزاء الإرادة الشعبية التي كان من الواضح أنها تصير أقوى يوماً بعد يوم، وإزاء احتشاد الملايين من المصريين في محافظتى القاهرة والإسكندرية، ومئات الآلاف في بقية المحافظات على مستوى الجمهورية، فإن جيش مصر العظيم الذي رفض أن يطلق رصاصة واحدة على المتظاهرين لم يجد بداً من الاستجابة لهذه المطالب الشعبية وأسقط نظام الحكم.
 
سقط نظام الحكم المصرى الحليف الأقوى في المنطقة للدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والصديق الأساس للكيان الصهيوني في المنطقة، سقط هذا النظام رغماً عن كل الدول الغربية التي كانت تعمل على دعم هذا النظام وغيره من الأنظمة.
 
لقد كانت كل الدول الغربية كانت تعمل على غض الطرف على ما يحدث بمصر من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، صمتت عن الاستبداد والظلم الذي مارسه هذا النظام، وكانت تؤكد في كل مناسبة على متانة العلاقة بينها وبين هذا النظام، سقط هذا النظام في فترة قصيرة أذهلت كل العالم الغربي، فما كان يظن يوماً أنه يمكن لهذا الشعب المستكين أن يثور هذه الثورة العظيمة دون أن يتسبب الثوار في إراقة نقطة دم واحدة.
 
لقد كان موقف الدول الغربية من هذه الثورة متقلباً، فهو كل يوم في حال، في الوقت الذي كانوا يرون فيه أن الثوار أقوى من النظام ويمكنهم إسقاطه كانوا يطالبون برحيل النظام، وفي الوقت الذي كانوا يرون فيه أن الحكومة ممسكة بزمام الأمور، كانوا فقط يطالبونها بالإصلاح دون أن يلتفتوا إلى مطالب الشعب الرئيسية بإسقاط النظام بالكامل، وكدليل على هذا الكلام ننظر فى مواقف الإدارة الأمريكية، ففي اليوم الأول خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لتجدد دعمها للنظام السابق مدعية أنه لا يزال مستقرا وممسكا بزمام الأمور، وعندما زادت الاحتجاجات في جمعة الغضب خرجت لتطالب بمزيد من الإصلاحات ووقف استعمال العنف ولما زادت حدة المظاهرات ووصلت إلى أكثر من مليون متظاهر فى القاهرة يوم الثلاثاء الأول من فبراير رفعت الولايات المتحدة سقف مطالبها بضرورة الانتقال السلمي للسلطة، دون أن توضح متى يكون هذا التغيير وجاء ذلك متأخراً بعد خطاب الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولما شعرت الولايات المتحدة بأن النظام قد استعاد بعض عافيته وبدأ فى الحوار مع الأحزاب السياسية الهشة، خفضت الولايات المتحدة من سقف مطالبها وقال مبعوث أوباما أن وجود مبارك ضرورى من أجل الإنتقال السلمى للسلطة، وكان هذا هو حال الولايات المتحدة حتى كان يومي الثلاثاء والأربعاء الأخيرين في ظل نظام مبارك حيث تم إعلان الإضراب فى قطاعات كبيرة من الدولة ودخلنا حالة من العصيان المدني، وزاد عدد المتظاهرين إلى الحد الذى دفع الجيش إلى اتخاذ القرار بضرورة تنحى حسنى مبارك، وهو ما حدث فعلا في مساء الجمعة الموافق الحادى عشر من فبراير فأعلنت الولايات المتحدة عن سعادتها بانتصار الثورة المصرية وهكذا كان حال كل الدول الغربية.
 
إننا أمام عالم غربي لا يفهم إلا لغة المصالح، فهم تمسكوا بالنظام وساعدوه ودعموه وصدروا له القنابل المسيلة للدموع التي ضرب بها الشعب المصرى، والرصاص المطاطي المحرم دوليا الذى فقئت به عيون المصريين، وهم أيضا الذين أمسكوا العصا من منتصفها حينما رأوا الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله، وعندما تيقنوا من غلبة الشعب تخلوا عن النظام بكل سهولة وبساطة.
 
لكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة الآن:
 
هل الدول الغربية مستعدة لمساعدة الشعب المصرى، وهل ستسمح للشعب المصري أن يبنى مستقبله دون أن تحاول إجهاض ذلك؟!
 
هذا سؤال هام جدا، وللإجابة عليه يجب علينا أن نوضح أولا مكانة مصر وأهميتها ثم نوضح ماذا يعني أن الشعب المصرى يكون هو سيد قراره يسعى للرقي والتقدم وسيادة العالم.
 
لا يخفى على أحد أن مصر هي أكبر دول العالم العربى والإسلامى ليس من حيث المساحة أو عدد السكان ولكن من حيث مكانتها ومنزلتها فى المنطقة وأيضا في نفوس أبنائها وكل الأمة العربية والإسلامية، فمصر هي رائدة العالم العربي والإسلامي وهي التي تتمتع بموقع جغرافي يؤهلها لقيادة العالم كله، فهي البوابة الشمالية الشرقية للقارة الأفريقية، وهى تطل بشكل مباشر على القارة الأسيوية وعن طريق البحر تطل على القارة الأوروبية وهو موقع متميز، ولكل حدث فى مصر تأثير على بقية دول العالم العربى والإسلامى وأحيانا العالم ككل، خاصة إذا كان هذا الحدث هو ثورة شعبية عارمة أكد الجميع أن تأثيرها سيكون تأثيرا عالميا.
 
مصر هي رمز قوة العالم الإسلامي، فأحلام الغزاة كانت تتحطم على صخرة صمود الشعب المصرى، الصليبيين سيطروا على بلاد الشام حوالي مائة عام من الزمان وجيش مصر هو الذى حرر القدس الشريف، التتار تحطمت آمالهم بسيوف جيش مصر، وهكذا ظل التاريخ يؤكد أنه لا مجال للسيطرة على العالم الإسلامى دون السيطرة على مصر، ولا مجال للسيطرة على مصر طالما لا يوجد هناك حكام خونة يبيعون البلد لأعدائها.
 
أضف إلى ذلك أن ثلث التجارة الدولية يمر من قناة السويس، ولديها نهر النيل المصدر الرئيسى للمياه فى مصر، ولديها الأراضى الكافية للزراعة التي إن أحسن استغلالها فستكون أكبر دولة زراعية فى العالم ولديها من الدعائم الأساسية للصناعة ما يؤهلها في وقت قصير لأن تكون من أكبر الدول الصناعية في العالم كله، ولديها طاقة بشرية هائلة قادرة على القيام بنهضة صناعية وزراعية رائعة في وقت قياسى، وفي مصر آلاف العلماء النابغين الذين يستطيعون بعلمهم وخبراتهم وكفاءتهم أن يغيروا وجه مصر وينقلوها من تصنيفها كإحدى دول العالم الثالث لتصير ضمن الدول المتقدمة.
 
تتسم هذه الثورة المصرية بأنها ليست ثورة الجياع، فمعظم من شارك فى هذه الثورة هم من الفئة المتوسطة، ومنهم من كان من خريجى الجامعات الأجنبية، فهذه ثورة ضد الظلم وضد الطغيان وضد الفساد، هؤلاء الشباب الذين ثاروا ليسوا جياعا ولم يكونوا يطلبون مصالح شخصية، لم يطالبوا برغيف خبز وزيادة الراتب، ولكنهم أرادوا القضاء على الفساد بكافة صوره مما يتيح المجال لبناء دولة عصرية جديدة، يطالبون ببناء دولة تناطح الدول المتقدمة، يطالبون ببناء دولة تكون هى مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، لهذا وجدنا فى اليوم التالي للإنتصار هؤلاء الثوار يقومون بأنفسهم بتنظيف الشوارع، وجدنا فى اليوم الثانى مباشرة حملة (الشعب يريد إعمار البلاد) وجدنا فى اليوم التالي للإنتصار شباب مصر شباب الفيس بوك يقترحون عشرة آلاف فكرة من أجل مصر الجديدة التى يحلمون بها، ومن ضمن هذه الأفكار مشاريع هائلة تعود على كل شعب مصر بالخير وتجعل مصر فى مقدمة العالم كله، لقد أحيت هذه الثورة في أبناء مصر ما قد قتله هذا النظام الفاسد من الإبداع والإيجابية.
 
إن هذه الثورة تعني أن روحا جديدة سرت في الشعب المصرى، هى روح البناء والتعمير، روح التفكير فى المستقبل المرتقب، روح العدل ورفض الظلم أيا كان شكله ومن أى جهة كانت، روح الإصلاح ومحاربة الفساد أيا كان الفاسد والمفسد، وروح الشجاعة وعدم الخوف وروح الإصرار والثبات، وهذه هى ضمانة التقدم والرقى وهي ضمانة بقاء جذوة الثورة مشتعلة.
 
وهذا هو مكمن الخطر ولب المشكلة!!
 
ويسأل سائل (كيف تكون هذه المؤهلات وهذه الروح الإيجابية هي مكمن الخطر ولب المشكلة؟!) والجواب على هذا أن وجود هذه المؤهلات لدولة كمصر يعني تهديد مباشر للدول الغربية ولمصالحها ونفوذها فى المنطقة والعالم كله، لأن وجود حكومة وطنية في مصر ووجود كل هذه المؤهلات يعني أن هذه الحكومة المنتخبة من الشعب والتي يملك الشعب المصري سحب الثقة منها في أي وقت، سيجعلها تبذل قصارى جهدها وتتفانى في خدمة هذا الشعب وتحقيق آماله ومطالبه، وهو ما يعني البدء في بناء الدولة الحديثة وفق الأسس العلمية، وكذلك تنفيذ المشروعات القومية التي أعدها كبار العلماء المصريين كالمشروع العلمي للدكتور أحمد زويل ومشروع زراعة الصحراء الغربية للدكتور فاروق الباز ومشروع توشكي ومشروع تعمير سيناء ومشروع الطاقة النووية السلمية وغيرها من المشاريع التى من شأنها أن تنقل مصر نقله صناعية وزراعية وعلمية هائلة.
 
إن هذه النهضة المرتقبة سيكون لها نتائج كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلى:-
 
1.          بناء مصر تعليميا يعني أن مصر لن تكون في حاجة إلى المساعدات المشبوهة التى تمن علينا بها الدول الغربية، وهذا يعني أن الدور التغريبي المشبوه الذي يمارسونه من خلال إسهامهم فيما كان يسمى إصلاح وتطوير التعليم والذى كانوا ولا يزالون يريدون منه إلغاء الهوية المصرية الإسلامية والعربية سوف ينتهي، وبالتالي فإن هذا الجيل الصاعد سوف يكون جيلا متماسكا قوي البنية، سيكون جيلا لديه الهوية والإنتماء الواضحين، وسيكون ولاؤه الوحيد لهذا البلد وسيعمل إلى رقيها تقدمها وهذا ما لا يريده الغرب.
 
2.          بناء مصر زراعيا وصناعيا يعنى أن مصر سوف تقلل من وارداتها الزراعية وخاصة من القمح حيث أن مصر هي أكثر دول العالم استيرادا للقمح، هذا القمح الفاسد الذى يصدرونه لنا سنكون فى غنى عنه، وكذلك سنكون في غنى عن كثير من الواردات الصناعية حيث سنكون قادرين على إنتاج المزيد منها محليا وما سيترتب على ذلك من زيادة الناتج القومى والدخل القومى، وتحسين ظروف المعيشة وإتاحة فرص العمل لهؤلاء الشباب صاحب هذه الطاقة الهائلة، وهو ما يعنى أن الغرب سيفقد تأثيره السلبي على هؤلاء الشباب حيث أن حالة الفراغ التي يعانى منها هؤلاء الشباب تجعلهم قليلي الإنتماء لبلدهم غير واضحي الهوية، وإذا ما فقد الغرب هذا التأثير فهذا يعني أن المستقبل لهذا الشباب وهذه الدول الإسلامية وهذا يعنى فقدان الغرب ريادته وسيادته الحالية للعالم وانتقال هذه الريادة إلى الدولة التى يبنيها هؤلاء الشباب.
 
3.          إن وجود دولة مصرية قوية زراعيا وصناعيا وتعليميا، يعنى وجود قرار سياسى مستقل قوى لا يتبع أي جهة ولا أي دولة غربية كانت أو شرقية، وهو ما يعني بالطبع انضمام مصر إلى عمقها العربي والإسلامي والعمل على حل مشاكله لأن مصر دائما هى مفتاح كل هذه المشاكل، وهذا يعني أن مصر ستشكل رقما صعبا في أية معادلة مستقبلية، فكما أن تركيا صارت رقما يصعب تجاهله ويصعب تجاهل دورها ومكانتها، فإن مصر ستكون أفضل حالا من ذلك، وستكون مصر من جديد هي مركز العالم العربي وستوحد القرار العربي وهو ما من شأنه أن يفشل كل المخططات الغربية لتقسيم الدول العربية إلى دويلات وولايات صغيرة تتصارع فيما بينها كما فعلوا في السودان، بل كان هناك من كان أكثر تفاؤلا وقال بشكل صريح: أن عودة مصر لعمقها العربي والإسلامي يعنى وحدة السودان مرة أخرى، وهذا ما سيقاتل الغرب من أجل عدم حدوثه بكل ما لديهم من قوة، كما أن وجود قرار عربي موحد يعنى أن الغرب سيفقد سيطرته على مصادر الطاقة فى المنطقة الغربية والتى يحصل عليها بثمن بخس.
 
4.          تخشى الدول الغربية عموما والولايات المتحدة خصوصا علاوة على الكيان الصهيونى من الموقف المصرى تجاه هذا الكيان اللقيط، فهم كانوا يعتبرون أن وجود نظام خائن وديكتاتورى فاسد هو ضمان أمن هذا الكيان الصهيونى، وتخشى أيضا أن تقوم بدعم الشعب الفلسطينى سياسيا وماليا على الأقل.
 
5.          وأخيرا فإن الدول الغربية تعرف جيدا أنه في حالة حدوث نهضة فى مصر فإن الشعب المصرى المسلم سيميل بطبيعته إلى الرجوع إلى ثقافته الإسلامية ودينه الحنيف وهو ما يعنى وجود دولة إسلامية فى مصر تسعى جاهدة إلى تكوين تحالف بين الدول الإسلامية وهو ما يسمونه (الإسلام الراديكالى).
 
ما ذكر يوضح أن وجود دولة مصرية قوية اقتصاديا يعنى وجود قوة سياسية حقيقية قادرة على إحداث تغيير حقيقى فى المعادلة الدولية، وهذا ما لا يريده الغرب وسيبذل قصارى جهده من أجل منع ذلك ومن ضمن الوسائل التى قد يعمدون إليها لإفشال الثورة المصرية ما يلى:-
 
1.     الاتصال ببقايا النظام السابق ومساعدتهم على إحداث فوضى عارمة في البلاد خاصة في ظل وجود نظام أمني ضعيف وهش للغاية بعدما استنفذت قواه في محاربة شعبه على مدار ثلاثين عاما ماضية، واختلاق بعض المشاكل بين الشعب وبين القوات المسلحة الموجودة بالشارع مما يدفع أحد الطرفين لاستعمال العنف فيرد الطرف الآخر بعنف مقابل وبهذا تدخل البلاد فى دوامة مخيفة من العنف تضيع معها نتائج الثورة وأحلام الشباب ودماء الشهداء، مما قد يدفع بعض القوى في الجيش إلى القيام بانقلاب عسكري ونرجع ستين عاما للوراء.
 
2.     الضرب على وتر الفتنة الطائفية واستغلال حالة الانهيار الأمنى في تفجير بعض الكنائس وبعض المساجد، ودعم بعض دعاة الفتنة من أقباط المهجر أمثال زكريا بطرس ومرقص عزيز الذين لا يجيدون سوى سب الإسلام والمسلمين ورسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، وكذلك المطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور، وهو ما من شأنه أن يدخل البلاد في حالة فتنة طائفية لا حدود لها فننشغل بذلك عن العمل على بناء الدولة الجديدة وننشغل عن الإهتمام بالتطور والتقدم والنهضة المرجوة.
 
3.     العمل على زرع بعض العناصر ذات الميول الغربية التى تسعى إلى إفشال كل المشروعات التى سيتم العمل فيها بشكل يبدو مبررا ومقبولا، وقد قاموا سابقا بالقضاء على بعض الدول من خلال هذه الطريقة.
 
كل هذه أمور واردة وربما هناك وسائل أخرى خفية عنا قد يعمدون إليها ولكن هذا يدفعنا إلى الحذر من كل هذه المخططات والعمل على إفشالها، ومن أجل هذا يجب الأخذ فى الإعتبار هذه المقترحات البسيطة:-
 
1.          على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يبذل قصارى جهده في ملاحقة الفاسدين وتقديمهم إلى المحاكمة العاجلة، ونناشده بسرعة القبض على العناصر التى تسعى وتحاول نشر فى الفوضى فى البلاد والتحقيق معهم وتحويلهم إلى محاكم عسكرية عاجلة كى يكونوا عبرة لكل من يحاول أن ينشر الفوضى في البلاد أو يحدث وقيعة بين الشعب المصرى وأبنائه فى القوات المسلحة المصرية.
 
2.          على وزارة الداخلية والمخابرات العامة على أن تكون على أتم استعداد لمواجهة أية محاولة لنشر الفوضى فى المرحلة المقبلة وأن تسعى إلى مراقبة العناصرالأجنبية المشبوه فيها والتي يعتقد أنها تحمل أجندات تخريبية وكذلك بقايا النظام السابق.
 
3.          على كل وسائل الإعلام أن تعمل على نشر الوعي السياسى بين أبناء الشعب المصرى كى يكون لدينا قاعدة شعبية عريضة قادرة على فهم بعض مما يدور حولها وقادرة على اكتشاف المؤامرات والحيل التى تدبر لهذا الشعب فى الخفاء، ولكي يكون الشعب قادرا على اختيار ممثلين حقيقيين له فى المجالس التشريعية والمحلية وكذلك فى انتخابات الرئاسة السابقة حتى لا نجد بعض الإنتهازيين والمنافقين الذين كانوا بالأمس أذناب النظام السابق قد صاروا اليوم في طليعة ممثلى الشعب، كما أن وسائل الإعلام وكل المثقفين المصريين مطالبين بأن يقوموا بحملة نشر وعي مجتمعي حول الحرية التى نالها الشعب، فالحرية لا تعنى التخريب ولا تعنى الفوضى ولكن تعنى أن الإنسان حر فيما يفعله ما لم يخالف ذلك الشريعة ولا الأعراف ولا ينال من حقوق ومصالح الغير.
 
4.          على كل أصحاب الكفاءات والخبرات أن يضعوا كل إمكانياتهم وخبراتهم تحت تصرف السلطة الحالية بقيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة والسلطة القادمة المنتخبة من الشعب من أجل سرعة وجدية الخطوات الرامية إلى النهوض بهذه البلاد، ويجب أن نتخلى عن الذاتية والمصالح الشخصية، ولا مجال للتنازع ولا التصارع على بعض المناصب التى قريبا ستزول وليأخذ الكل عبرة ممن بقوا فى السلطة ثلاثين عاما.
 
5.          على الناشطين السياسيين ألا يطالبوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو السلطة القادمة بأية مطالب من شأنها أن تزعج الدول الغربية، إلا بعد أن تستقر الظروف والأحوال ويكتمل الإنتشار الأمنى، وقد أحسن المجلس الأعلى صنعا حيث أكد على التزام مصر بكافة الإتفاقيات والمعاهدات الدولية التى وقعت عليها مصر.
 
6.          إن الغرب لن يقدم لنا المساعدات مجانا بل سيربطها بمجموعة من الشروط المجحفة التى من شأنها أن تبطئ عجلة التنمية أو تفرض علينا نمطا معينا، ولهذا يجدر بنا أن نتجه نحو الشرق ونستقوي بعمقنا العربي والإسلامى، ونستعين بدول مثل تركيا وماليزيا، فهما قادرتين ومستعدتين أيضا على مساعدة مصر دون أية شروط مسبقة، بل هما يرغبان أن تعود مصر لمكانتها فى ريادة العالم كله وهو ما عبر عنه عبدالله أوجلو وزير الخارجية التركى حين أكد أن وجود دور مصر قوى يعنى وجود دور تركي قوى، ولعل الموقف التركي الواضح من الثورة الشعبية المصرية كان دلالة على رغبة تركيا فى عودة مصر لمكانتها.
 



 


--
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق