-->

السلطة واستحقاق أيلول... بين المضي قدمًا والتراجع

السلطة واستحقاق أيلول... بين المضي قدمًا والتراجع

مجدي داود

Mdaoud_88@hotmail.com

الخبر: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن التوجه الفلسطيني العربي إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على عضوية دولة فلسطين كاملة في الأمم المتحدة قرار عربي لا رجعة فيه.. مؤكدًا أن الذهاب للأمم المتحدة ليست خطوة أحادية، وقال الرئيس عباس خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية ووكالة أنباء الشرق الأوسط ووكالة "وفا" في القاهرة الثلاثاء: إن ذهابنا للأمم المتحدة لا يعني أننا ضد المفاوضات، ولم نذهب للمنظمة الدولية إلا لأن المفاوضات غير موجودة، مع ذلك نوضح بأننا لسنا منقطعين عن "الإسرائيليين" وأنا شخصيًّا التقيت الرئيس "الإسرائيلي" وكذلك إيهود باراك أكثر من مرة ولكن لم يأتوا بجديد من أجل تحريك عملية السلام.

التعليق:

حالة من الارتباك والقلق تنتاب السلطة الفلسطينية التي تتوجه في هذا الشهر إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإعلان استقلالها لتصير الدولة رقم 194، بعد فشل جميع المفاوضات المستمرة منذ عقود بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية.

السلطة الفلسطينية تقول: إنها أعدت العدة لهذه الخطوة، وقال محمود عباس: إن هناك عددًا كبيرًا من الدول ستصوت لصالح الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن صائب عريقات أكد في تصريح له قبل أيام أنه لا عضوية كاملة في الأمم المتحدة دون موافقة مجلس الأمن الدولي.

هنا تصطدم السلطة الفلسطينية بالإدارة الأمريكية التي تعارض هذه الخطوة، والتي تسعى جاهدةً إلى إبطال التحرك الفلسطيني نحو الأمم المتحدة، فقد أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية اتصالاً مع محمود عباس طلبت منه العمل معها من أجل تفادي سيناريو سلبي خلال هذا الشهر في نيويورك في إشارة واضحة إلى عزمها إجهاض الخطوة الفلسطينية، كما ذكرت صحيفة الـ"نيويورك تايمز" الأمريكية أن الإدارة الأمريكية أطلقت حملة دبلوماسية كبيرة لإجهاض التحرك الفلسطيني، وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: "نتحدث مع عينة من الدول أكبر بكثير مما نفعله عادة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، وقد يكون على عدد من هؤلاء ممن لا يتخذون قرارات في هذا الشأن في العادة، أن يقوموا بذلك في الجمعية العامة".

الولايات المتحدة تريد أن تتجنب حق النقض "الفيتو" وفقًا لمصادر أمريكية، خشية من موجة غضب عارمة في الشرق الأوسط في وقت تعج فيه المنطقة بعدد من الاضطرابات عقب الثورات التي اندلعت فيما بات يطلق عليه بـ"الربيع العربي"، ولكنها في ذات الوقت تخشى من غضب حلفائها الصهاينة في حالة عدم استخدام "الفيتو"، لكن المصادر نفسها أكدت أنه في النهاية ستلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام "الفيتو" لإجهاض التحرك الفلسطيني.

السلطة الفلسطينية تدرك خطورة المأزق الذي صارت فيه ما دفع عباس إلى أن يقول في وقت سابق: "نحن لدينا 130 دولة، ونحتاج في وقت لاحق إلى ثلثي الأصوات وسنؤمنها، لكن ربما تمسكهم أميركا فردًا فردًا ليصبحوا فقط 22 دولة" وهو ما يعني أنه قد لا يصوت لصالح الدولة الفلسطينية سوى الدول العربية فقط، هذا على الرغم من أن مصر تقود حملة دبلوماسية لحشد الدعم السياسي لصالح الحق الفلسطيني ولكن يبدو ذلك كله هشًّا أمام الفيتو الأمريكي.

داخليًّا على المستوى الفلسطيني ليس هناك إجماع على التوجه إلى الأمم المتحدة، فحركة فتح التي يرأسها محمود عباس تشهد جدلاً حول التوجه للأمم المتحدة، فمن جانبه يقول نبيل عمرو وهو أحد مستشاري محمود عباس والقيادي في حركة فتح: "أنا من دعاة التروي والحسابات الأكثر دقة لأن الغرض من الذهاب للأمم المتحدة ليس فقط الحصول على مزايا إيجابية للقضية الفلسطينية... يجب أن يكون هناك ضمانات من الدول النوعية - أوروبا الغربية - من أجل أن تصوت إلى جانبنا وذلك من خلال اتفاقات مكتوبة وليس فقط "وعودات""

أما حركة حماس فقد أكدت على لسان القيادي البارز بها محمود الزهار أن التحرك الفلسطيني نحو الأمم المتحدة لا يسمن ولا يغني من جوع بل إنها قد تضر، وقال الزهار: "توجه السلطة للأمم المتحدة بمثابة رجل يقفز في الهواء فإما أن تكسر يده أو قدمه" هذا في الوقت الذي تتعثر فيه اتفاقية المصالحة وسط اتهامات من حماس وقلة من قيادات فتح لمحمود عباس بعدم الجدية في المصالحة بمحاولة فرض شروط يعلم أنها ستواجه بالرفض من قبل حماس.

ولم يختلف موقف حركة الجهاد عن موقف حماس حيث أكدت الحركة على لسان قادتها أنه لا تتوقع نجاح هذه الخطوة؛ لأن الفيتو الأمريكي سيكون في مواجهتها، لكن الموقف الأوروبي سيحسم الأمر في النهاية، وأكدت الحركة أنه لا يمكن إقامة أو إعلان دولة في ظل الاحتلال.

فهل ستمضي السلطة قدمًا قي طريقها نحو الأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين ضاربة بعرض الحائط كل تلك المعارضة الفلسطينية والدولية، أم أنها ستتراجع تحت وطأة الضغوط الأمريكية وخوفًا من مواجهة غير محسوبة مع الإدارة الأمريكية في الأمم المتحدة تقطع الولايات المتحدة على إثرها كافة المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية؟! هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

 


http://islammemo.cc/Al-Mesbar/2011/09/14/133856.html 
--
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق