-->

خبراء: فوز مرسي له أثر إيجابي كبير على الثورة السورية

خبراء: فوز مرسي له أثر إيجابي كبير على الثورة السورية

تحقيق أعده: مجدي داود - موقع مجلة البيان **

http://albayan.co.uk/article2.aspx?ID=2126 

حبست مصر والأمة الإسلامية أنفاسها منذ بدء الانتخابات الرئاسية، الكل يترقب ذلك الرئيس الجديد الذي يحكم مصر بعد ثورة سلمية عظيمة، ذلك الرئيس الذي سيكون له أثر كبير على ثورات الربيع العربي، فهو إما داعم لها، وإما محارب لها، وكانت أفئدة المسلمين الأحرار في كافة البلاد ترنو إلى فوز الدكتور محمد مرسي مرشح الثورة ومرشح التيار الإسلامي وابن جماعة الإخوان المسلمين، على الفريق أحمد شفيق أحد رموز نظام مبارك، الذي بذل قصارى جهده لإفشال تلك الثورة حينما بدأت، وأراد استكمال مسيرته عبر منصب الرئاسة.

وكان السوريون الأحرار جزءا من تلك الأمة التي تتضرع لربها لنصرة محمد مرسي، آملين أن يعود فوزه بأثر إيجابي على ثورتهم، ويساهم في إنقاذهم من المجرم بشار الأسد وعصاباته، وقد كان رد فعلهم على فوز مرسي لا يقل فرحة عن رد فعل المصريين، وعبروا عن فرحتهم البالغة بوسائل كثيرة ومظاهر متعددة.

يطرح فوز الدكتور محمد مرسي عدة أسئلة هامة، تتعلق بدلالة فوزه والرسالة التي يرسلها ذلك الفوز للثوار السوريين، والدور المنتظر منه كرئيس لأكبر دولة عربية، وتأثير ذلك الفوز على مواقف بعض القوى والدول الكبرى من الثورة السورية، وقد اتفق الخبراء على أن فوزه يمثل رسالة دعم معنوية للثوار، أنه بإمكانهم تحقيق النصر، وأنه سيزيد من عزلة النظام السوري، ويمثل دعما سياسيا للثوار.

فوز مرسي دعم معنوي

يقول الكاتب والباحث في العلاقات الدولية "محمد سليمان الزواوي" إن الرسالة التي يرسلها فوز مرسي "هي أن الثورة ستنتصر مهما طال الوقت طالما هناك إرادة شعبية وعزيمة وصبر على مواصلة انتزاع الحقوق المشروعة، فالدكتور محمد مرسي ليس شخصية عادية ولكنه شخصية أوذيت كثيرًا وسجنت في النظام السابق وأصبح في النهاية مرشحًا للثورة المصرية ككل وليس مرشحًا لتيار بعينه؛ فانتصار مرسي يعني انتصار الثورة وإرادة الشعب ضد كل أعداء الثورة، فمثلما انتقل مرسي من السجن إلى القصر، تستطيع الثورة السورية أن تنتصر في النهاية على تلك الشرذمة القليلة الممسكة بتلابيب الدولة السورية".

ويضيف الزواوي "وأثبتت الثورة المصرية ووصول مرسي إلى الحكم أيضًا تهافت دولة الطغاة وأن عروشهم أوهن من بيت العنكبوت، وهاهم أقطاب النظام المصري السابق جميعًا خلف الأسوار لا يملكون شيئًا لأنفسهم بعد أن كانوا ملء السمع والبصر وكان مجرد ذكر اسمهم يثير الرعب في القلوب، لذلك فإن النظام العلوي النصيري في سوريا هو الآخر أوهن من بيت العنكبوت وسيتساقط كقطع الدينامو، وأثبتت الأحداث الأخيرة وجود انشقاقات هائلة حتى داخل الحرس الجمهوري نفسه، فالنصر صبر ساعة وهو ليس ببعيد بإذن الله"

ويقول الدكتور محمد خير عبد الهادي رئيس لجنة العلاقات العامة في تنسيقية الثورة السورية بمصر "إن محتجي الحرية وثوار الكرامة وطلاب العزة -وإن شطت ديارهم- ليتناصرون، وكافة الثورات العادلة في شتى بقاع الأرض ليدعمون، وإن الثورات التي بدأت تقطف ثمار النصر تبادل المحتجين وحلفاءهم التأييد اللامحدود فتقدم لهم الدعم المعنوي بكافة صوره؛ وقد يصاحب ذلك دعم لوجيستي وغيره .. ومن هنا فإن فوز الأخ الأستاذ الدكتور محمد مرسي برئاسة جمهورية مصر العربية ليقدم دعماً نفسياً لكافة أطياف الثورة السورية المجيدة سواء كانوا محتجين سلميين أو كانوا ثواراً أو جيشاً حراً أو معارضة تقليدية، حتى ولو لم يتمكن سيادته -لا قدر الله- من تقديم شيء للقضية العادلة للشعب السوري الذبيح".

ويضيف عبد الهادي قائلاً "وفي مجال ارتفاع معنويات الثوار السوريين بسقوط طاغية لا يقل دموية عن شارون، أطلق الناشطون السوريون شعارات لطيفة تدل على مدى تفاؤلهم بسقوط طاغيتهم بعد مقتل مضارعه، ألا تذكرون ذلك الشعار اللطيف الذي أطلقه أهلنا في حمص المنكوبة فور مقتل القذافي: (طار طار .. طار القذافي ... وإجاك -وجاءك- الدور يا زرافي)" ويتابع "ومن هنا أقول: إن فوز الأخ الأستاذ الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية لهو نصر مؤزر للقضية السورية؛ وهو دعم معنوي قد يدفع بعض الدول الإقليمية بأن تنحو لصالح الثورة السورية المجيدة منحى أفضل".

دور مرسي لنصرة الثورة السورية

يؤكد الباحث السياسي محمد الزواوي "مصر دولة محورية ولها قوة ناعمة وصلبة في منطقتها وعندما يتحدث رئيسها يستمع الجميع، وقد رفض الرئيس مرسي مقابلة السفير الإيراني وهي قد تكون خطوة تمهيدية لاستدعائه وإبلاغه برسائل شديدة اللهجة من النظام المصري بعدم قبول استمرار المذابح ضد المدنيين في سوريا بدعم النظام الإيراني، والذي يريد أن يكسر عزلته ويطمع في أن يدعمه النظام المصري الجديد".

ويستطرد الزواوي قائلا "كما رفض مرسي برقية تهنئة الأسد وأنكر شرعيته، وأكد أن حاكم سوريا هو الجيش الحر، وفي ذلك دلالات معنوية هامة للثوار السوريين ويمثل مزيد عزلة لنظام الأسد وضغط معنوي عليه، لذلك فإن قوة مصر الناعمة تستطيع أن تمارس ضغوطًا في الفترة المقبلة من أجل نصرة الثورة السورية".

أما الدكتور محمد خير عبد الهادي فيؤكد أنه يعي تماماً الطبيعة المتفجرة للأوضاع الداخلية المصرية، ولهذا فهو يرى أن الرئيس مرسي يمكن القيام بدور موضوعي يتمثل في "أولاً : السماح للسوريين المناهضين لنظام دمشق بأن يتمتعوا بمزيد من الحرية على أرض الكنانة مستخدمين كافة الوسائل المتاحة بما لا يتعارض مع ما تقتضيه اللوائح والقوانين المصرية وذلك بهدف الحشد ضد نظام دمشق على كافة الأصعدة ، وفضح ممارساته القمعية للنيل منه".

ويضيف أن الأمر الثاني الذي يمكن للرئيس الجديد القيام به هو "مشاركة مصر بفاعلية في مؤتمرات أصدقاء سورية ووقوفها بقوةٍ وحزمٍ بجانب قضيتنا العادلة ، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري ، وقد يحسن في هذا الإطار إغلاق السفارة السورية بالقاهرة والمصرية في دمشق أو على الأقل تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى أدنى مستوياته".

ويتابع "بذل العناية الفائقة في إنجاح العملية السياسية في مصر الكنانة ولو كان ذلك على حساب بعض ما رسخ من قناعات جماعة الإخوان المسلمين إذ الضرورات تبيح المحظورات والضرورة تقدر بقدرها ويدفع الضرر الأشد بالضرر الأخف، وكما يقول الإمام ابن تيمية : "ليس العاقل من يميِّز الخير من الشر؛ وإنما العاقل من يميّز بين خير الخيرين وشر الشرين" .. وذلك لأن نجاح الأخ الأستاذ الدكتور محمد مرسي في إدارة قمة هرم دولة الأزمات المفتعلة داخلياً وخارجياً، وتحقيق متطلبات الشارع المصري، وإقامة علاقات خارجية متوازنة مع العالم، والعودة بمصر إلى دورها الريادي في الإطارين الإقليمي والدولي ليذلل للتيار السياسي الإسلامي في شتى الدول الوصول السلس إلى الهدف المنشود وبكلفة أقلَّ"، ويستطرد قائلاً "وإن فشل الدكتور محمد مرسي- لا قدر الله- في إدارة الدولة لهو فشل ذريع لكافة تيارات الإسلام السياسي في العالمين العربي والإسلامي، ومن هنا أود التركيز ملياً على أن الأخ الدكتور محمد مرسي على ثغر من ثغور المسلمين فينبغي ألا نُؤتى من قِبَلِهِ".

تأثير فوز مرسي على مواقف بعض القوى والدول

يرى الكاتب محمد الزواوي أن "مصر دولة محورية في محيطها وتمثل حجر زاوية لسياسات المنطقة، لا سيما إذا تقاطع ذلك مع المحورين التركي والسعودي الذي يشهد توافقًا تامًا مع المحور المصري بشأن التعامل مع القضية السورية، فسيكون لذلك المثلث دوره الهام في زيادة عزلة النظام السوري والتعجيل بسقوطه، في ظل ضغوط وعقوبات دولية من الغرب، وفي ظل احتمالية التحرك الوشيك ضد حكم عائلة الأسد في الفترة المقبلة، وعندها يمكن أن يكون مرسي قد خطا خطوات ملموسة نحو تثبيت موقعه كرئيس للجمهورية وبدء الالتفات إلى القضايا الخارجية".

ويؤكد أن "القضية السورية تتمتع بتأييد شعبي كبير في الداخل المصري، ودعم الثورة السورية سيلقى قبولاً وترحيبًا في كافة الدوائر الثورية المصرية، ومثلما كان عبد الناصر داعمًا لقضايا التحرر العربية والإفريقية من الاستعمار واستغل ذلك في ترسيخ شعبيته داخليًا وخارجيًا، فإن الثورة السورية تمثل فرصة سانحة للرئيس المصري في أن يقدم صورته كداعم للثوار والمقاتلين من أجل الحرية في دول الربيع العربي، وإعادة تقديم أوراق اعتماد مصر كدولة مفتاحية في المنطقة من جديد".

بينما يرى الدكتور محمد خير عبد الهادي أن نجاح الدكتور محمد مرسي في إدارة دفة البلاد سيدفع الدول الفاعلة على الساحتين الإقليمية والدولية إلى اتخاذ أحد موقفين:

الأول: موقف الدولة الصديقة للثورة السورية المجيدة:

يبدو لي أن هذه الدول سوف تنافس مصر الكنانة على دورها المؤثر الذي تلعبه آنذاك وذلك لتظل هذه الدولة أو تلك في صدارة القوى الفاعلة على الساحة السورية ضماناً لاستمرار مصالحها الحيوية في سورية ، وعلى رأس هؤلاء الجارة تركيا .

الثاني: موقف الدولة الصديقة لنظام دمشق:

سوف تعرقل هذه الدول كافة الجهود المصرية المبذولة لنصرة الثورة السورية ، ولسوف تقف من مصر موقف العداء ما لم تحصل على ضمانات تحقق لها مصالحها الحيوية في سورية بعد سقوط نظام دمشق تقدمها لها المعارضة السورية وتكفلها لها مصر الكنانة، وعلى رأس هذه الدول إيران الشبيحة.

خاتمة

إن الثوار السوريين ينظرون إلى مصر نظرة الشقيق لشقيقه، ويرون فوزه نصرا معنويا لهم، آملين أن يتحرك رئيسها الجديد الذي اختاره الشعب، لنصرتهم ورفع الظلم عنهم، وإنها فرصة كبيرة للرئيس الجديد، خصوصا وأن الشعب المصري كله يتضامن مع أشقائه السوريين، لكي يثبت أن مصر بالتعاون مع دول الربيع العربي –ليبيا وتونس- بدأت تستعيد مكانتها ومنزلتها ودروها الريادي في المنطقة والعالم كله، وتقديم أقصى دعم يمكن تقديمه للشعب السوري وثورته العظيمة، حتى يكتمل ذلك الربيع العربي.



--
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
مجدي داود
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة مجدي داود .

جديد قسم :

إرسال تعليق